عن "ثقافة" الرّقص.. في النّوادي اللّيليّة
يتقنه الأطفال قبل النّطق حتّى فيمارسه الجميع بشكل فطريّ طبيعيّ؛ بالرّقص ينساب الجسد ويغيب الفكر، نطير من خلاله إلى عالم جديد خياليّ بعيد عن الإطارين المكانيّ والزّمانيّ الحاليّين، لنترافق ودقّات الموسيقى في رحلة حميمة ساحرة.
للرّقص أنواع عديدة مكوّنًا بحدّ ذاته ثقافة مميّزة تتنقّل من جيل إلى آخر، ولكن قد يبدو أنّ الأجيال الحاليّة كوّنت مفاهيمها الخاصّة عن الرّقص وبدّلت هويّته السّامية. فشباب وشابّات اليوم يلجؤون إلى الرّقص في سهراتهم اللّيليّة ليروّجوا من خلاله أجسادهم الهزيلة بأرخص الطّرق وأكثرها ابتذالًا.
في النّوادي اللّيليّة المظلمة، يرقص السّاهرون بدون وعي خصوصًا بعد احتسائهم كمّيّات غير مدروسة من الكحول، يحوّلون هذه اللّغة السّامية الرّقيقة العفيفة الطّاهرة إلى أبجديّة تنصّ على أبشع وأفظع وأوقح الحكايات، حكايات جيل بات يُفقد الجمال رونقه والثّقافة معانيها.
فهل يصلح في أيّامنا هذه الحديث عن "ثقافة" الرّقص في ظلّ تدهور ملحوظ للقيم والمبادئ والتّهذيب والخجل؟
