ثقافة ومجتمع
24 آب 2016, 09:00

عن المسرح السّياسيّ الهزليّ

ماريلين صليبي
قد يكون الفنّ المسرحيّ من أكثر الفنون إبداعًا وجمالًا ورقيًّا.

 

وفي لبنان، انطلق المسرح في أواسط القرن التّاسع عشر، جسّد الممثّلون على خشبته مواضيع عديدة، منها الحكايات العاديّة ومنها المواضيع الجريئة صاحبة القضيّة الوطنيّة التّغييريّة.

شهد المسرح اللّبنانيّ تطوّرات كثيرة حملته من عواصف الثّورة إلى نسائم التّسلية، فالمسارح الأكثر مصادفةً اليوم هي تلك التي تنقل المُشاهِد إلى عالم من الضّحك المتواصل المخبّأ في قالب قصّة بسيطة.

من جهة أخرى، دخل المسرح اللّبنانيّ منظومة السّياسة، سياسة هي نفسها تاج لبنان الدّائم، إذ تحظى بإعجاب قسم كبير من اللّبنانيّين وتجذب اهتماماتهم.

أصبح المسرح اللّبنانيّ بوقها إذًا، ليستمرّ وسط موجة التّكنولوجيا التي تقتل كلّ فنّ أصيل.

لذلك، باتت خشبة المسرح تستقطب مواضيع هزليّة تنقل الحياة السّياسيّة من واقعها التّعيس إلى ترجمتها المضحكة.

 ولهذا، نشأت فرق عديدة تهتمّ بكتابة مشاهد كوميديّة وتمثيلها، مشاهد ترفع السّياسة من القاعدة الواقعيّة إلى الخشبة النّاقدة لتشعّ حقيقة مضحكة مبكية.

جميلٌ أن يجعل المرء من المشاكل الحياتيّة مادّة ينتج منها أعمالًا فنّيّة تزيل الهمّ وتبهج النّفس، ولكن هل يقدّم هذا المسرح السّياسيّ الهزليّ جودة في المواضيع والتّعابير والتّصرّفات؟ وهل يتمّ اختيار ممثّليه بحسب كفاءاتهم التّمثيليّة أو معارفهم السّياسيّة المتعمّقة؟