ثقافة ومجتمع
16 تشرين الثاني 2017, 14:00

عن التّسامح..

ماريلين صليبي
لأنّ في الرّحمة تعزيزٌ للتّفاهم وضرورةٌ يكرّسها ميثاق الأمم المتّحدة والإعلان العالميّ لحقوق الإنسان، خصّصت الأمم المتّحدة في مثل هذا التّاريخ يومًا دوليًّا للتّسامح.

 

ففي عصر تشهد فيه البشريّة زيادة مؤسفة في التّطرّف والعنف والصّراعات، لا بدّ من تعزيز الاحترام والكرامة بين الثّقافات والشّعوب في كلّ أقطار العالم.

الاختلاف إذًا بالعرق أو الدّين أو الثّقافة لا بدّ من أن يكون غنًى للعالم لا اختلافًا يشكّل شرارة انفجار القتال.

ففي هذا اليوم الذي يحمل أبعادًا إنسانيّة، على المجتمعات التّكاتف معًا للحدّ من المواجهات السّلبيّة تجاه الأقلّيّات أو المهاجرين في سبيل تحقيق عدالة عامّة ومستدامة.

هذا إضافة إلى ما تبشّر به كلّ الأديان من فضائل التّسامح والرّحمة ومنح الفرص للآخرين.

وما لنا، نحن المسيحيّون، إلّا أن نسير على خطى المسيح، فنتقبّل الآخر بقلب نقيّ ومحبّة عظيمة ونصبر على خطأ الآخر ونتفهّم ظروفه ونعفو عن إساءته.

فالمسيح نفسه، ملك الملوك، غفر لقاتليه من على الصّليب، وهو نفسه منع رجم الزّانية، وهو نفسه وعد اللّصّ اليمين بالملكوت، فهل لنا نحن الخطأة الضّعفاء أن ندين الآخرين؟

الرّبّ الإله منحنا سرّ التّوبة، فلنغفر نحن للآخرين ولنذكر إنجيل متى (6/ 14-15) "فَإِنَّهُ إِنْ غَفَرْتُمْ لِلنَّاسِ زَّلاَتِهِمْ، يَغْفِرْ لَكُمْ أَيْضًا أَبُوكُمُ السَّمَاوِيُّ. وَإِنْ لَمْ تَغْفِرُوا لِلنَّاسِ زَّلاَتِهِمْ، لاَ يَغْفِرْ لَكُمْ أَبُوكُمْ أَيْضًا زَّلاَتِكُمْ".