ثقافة ومجتمع
27 أيار 2016, 12:51

عن إعلامنا.. السياسيّ

ماريلين صليبي
غريبةٌ هذه التّركيبة اللّبنانيّة، تركيبة تضمّ مجتمعًا وشعبًا مبنيّين على أسس سياسيّة بامتياز..


قد يكون لبنان من البلدان الأكثر إهتمامًا بالسّياسة، إذ إنّ حوالي 80% من "الأخبار" تتمحور حول الأوضاع المحلّيّة والإقليميّة والدّوليّة.
شباب لبنان، بدورهم، ينحازون أكثر صوب الانخراط بالأحزاب والتّيّارات التي تتناول نشاطات حزبيّة، يتعرّفون من خلالها على تاريخ لبنان المزخرف بحسب معتقدات الحزب وتطلّعاته.
قلّما إذًا، يهتمّ المجتمع اللّبناني لمواضيع بعيدة عن السّياسة، مواضيع ثقافيّة أو إجتماعيّة أو تربويّة أو فنّيّة أو طبّيّة أو علميّة أو فلكيّة أو غيرها.
فالمجالات التي توسّع آفاق المرء وترقّي ثقافته وتفتح أبواب العلم واسعة أمامه، تحظى باهتمام خجول من قبل اللّبنانيّين.
وحتّى أكثر المواضيع دقّة، تأخذ في لبنان الطّابع السّياسيّ المُقَولَب، فأزمة النّفايات مثلًا تناولتها أغلبية نشرات الأخبار والبرامج الأسبوعيّة بأسبابها ونتائجها السّياسيّة، بعيدًا عن الوقائع البيئيّة والصّحّية والمخاطر المترتّبة عنها.
السّياسة فنّ الممكن، قاعدتها أوضاعٌ غير ثابتة وأحداثٌ متبدّلة، تشهد اهتزازات متأرجحة غير مستقرّة، فلا عجب إن كان لبنان لا يزال تحت رماد الدّمار والتّدهور والانحطاط...