ثقافة ومجتمع
01 شباط 2016, 09:11

عندما يسرق العنف براءة الأطفال

يسيطر سواد العنف على حياة مجتمعنا اليوميّة: تغلغل داخل الأفلام والمسلسلات، احتلّ نشرات الأخبار، واقتحم الرسوم المتحرّكة، فكيف يؤثر هذا العنف على أطفالنا؟

تظهر أشكال العنف بطرق مختلفة عند الأطفال، فمنهم من يختار اللجوء إلى الألعاب العنيفة والسّلاح ومنهم من يرى في تعنيف الآخر سبيلاً للتنفيس عن كمّ التعنيف الذي تلقّاه.

ولعلّ أبرز أوجه التعنيف عند الأطفال هو العنف الممارس ضدّ أصدقائهم، ففي كلّ مدرسة نجد تلميذاً معنِّفاً، يهوى إخافة التلاميذ والسّيطرة عليهم.

وتعود أسباب التسلّط إلى عوامل عدّة أبرزها سوء التربية، فالولد الذي يعنَّف سيعنِّف، والولد الذي لا يجد الإهتمام داخل المنزل سيجد في التعنيف سبيلاً لإشباع ذاك النقص العاطفي.

من المهمّ إذاً أن يراقب الأهل تصرّفات أطفالهم، ففي بعض الإحيان يلجأ الأخوة إلى أذية بعضهم، وهي دلالة على ميولهم إلى التعنيف، وفي هذه الحال يتوجّب على الأهل محاورتهم وتوجيههم، فالحوار هو المثال الأهم لإنهاء ظاهرة العنف.

من المهمّ أيضاً أن يراقب الأهل المواد التي يشاهدها أطفالهم على شاشات التلفذة، فنسبة العنف في البرامج التلفيزيونية عالية جداً ما يدفع الولد إلى التمثّل بها.

 وللعنف اللفظي  تأثير كبير أيضاً على الأطفال، فهو يحطّم شخصيتهم ويقلّل من ثقتهم بأنفسهم، لذلك من الضروري الإنتباه إلى الألفاظ النابية التي يقولها الأهل أمام أطفالهم كي لا تردّد في غيابهم.

تجدر الإشارة إلى أن الولد المعنِّف هو ضحية أيضاً، فالعوامل التي أدّت إلى جعله عنيف خارجة عن إرادته، يحاول التنفيس عنها بصبذ غضبه على الآخرين، ومن هنا يجب إحتضانه ومعرفة الأسباب التي أدّت به إلى التعنيف لمعالجته.

أخيراً، لا بدّ من إعطاء الأطفال العناية والإهتمام، كما يجب اعارة تصرّفاتهم الإنتباه الكافي، فمتى كان جيل المستقبل عنيف هل من أمل بحلول السّلام؟