ثقافة ومجتمع
25 كانون الثاني 2016, 09:38

عندما تمطرُ عُطلاً ..

"قُرر إقفال المدارس والثانويات والمهنيات الرسمية والخاصة تجنباً للإنزلاق والصقيع وتدني الحرارة"، إعلان ينتظره التلاميذ على أحرٍّ من الجمر كلّما أنذرت الأرصاد الجوية بعواصف آتية باتجاه لبنان، فيصبح وزير التربية والتعليم العالي الياس بوصعب نجم مواقع التواصل الإجتماعي، وحديث كل بيت.

وما إن يصدر القرار حتى تعصف المواقع بمواقف الطلّاب الطّريفة، فتطمر تعليقات مبدعة ومبتكرة. وهذه المرّة فاق الطلّاب كل التوقعات بإهداء الوزير أغنية تطالبه بالعطلة وتصفه بـ "محبوب الجماهير"، كيف لا وكلّ همّ التلاميذ كسب يوم عطلة إضافي للإبتعاد عن هموم الدّراسة، وصقيع الإمتحانات.

ومن أبرز التّعليقات التي نشرت: "هيدا بو صعب، بو صعب بحبنا وبخاف علينا، بو صعب دايماً بعطّلنا، بو صعب ذكي، كون متل بوصعب!"، وهناك من غرّد: "العاصفة رجعت، ناطرين بوصعب"، أما بعد إعلان القرار فجاء التعليق كالتالي: " تعلن الصيدليات تزامناً مع قرار الوزير توزيع أدوية أعصاب مجاناً لجميع الأمّهات".

وبين تبادل التمنيّات، والشُّكر يرتبط مرادف العاصفة في لبنان بالعطلة.

ممّا لا شكّ فيه أن حالات الطقس الكارثيّة تفرض تدابير خاصة لحماية المواطنين خصوصاً الأطفال منهم، ولكن ما لم يذكره التلاميذ هو التالي: هل ستُمدد أيام الدّراسة بسبب العطل الثّلجية، وإلّا كيف يُسستكمل المنهج الدّراسي المفروض؟

لا جدوى من طرح هذه الأسئلة ما دامت المدارس تفتقر إلى أدنى شروط التدفئة، فهل من العدل ان يدفع التلاميذ ثمن علمهم من صحّتهم؟

لبنان بلد الفصول الأربعة، ومن البديهي ترقّب مجيء فصل الشّتاء مصطحباً بالعواصف في مثل هذا الوقت من العام، فلم غياب التجهيزات؟

اعتدنا أن نتّخذ من العواصف حججاً للتعطيل، فغياب الخدمات وسوء حالات الطرقات تمنعنا في أغلب الأحيان من التنقل وبالتالي القيام بواجباتنا، وبين قرار وزير التربية ومواقف التلاميذ هل يحلم الموظفون بمثل هذه العطلة؟