عندما تشتدّ الصّعاب.. شكرًا
فالإنسان ضعيف وليّن أمام المصائب، يسارع إلى زيارة القدّيسين لطلب الشّفاعة، يُكثر من مشاركته بالقدّاسات -على غير عادة- ويعيش الصّوم والصّلاة والتّقوى لفترات طويلة.
يرفع الإنسان أيضًا الطّلبات والنّذورات ويقدّم القرابين ويصلّي التّساعيّات مُغدِقًا في تلاوة المسابح، ليرافق كلّ هذا التّحوّل الإيمانيّ بعينين مغرورقتين بدموع اليأس.
يتقدّم الإنسان أيضًا من سرّ التّوبة أكثر من مرّة في الأسبوع، لينال المغفرة التّامّة عن خطاياه علّ هذا الاعتراف يعفيه أو يخفّف من شدّته.
جميلٌ أن يرى الإنسان في الله والقدّيسين واختبار القداسة سبيلًا للخلاص وانتشالًا من هوّة الألم، ولكنّه قد يكون أكثر جمالًا إذا لجأ إلى الدّواء قبل وحين يمسّه الدّاء.
فشكر الله على ما أنعم وينعم عليه أمر ضروريّ، فهل زار أحد في يوم ضريح قدّيس ليقول فقط "شكرًا يا الله على نعمة البصر ونعمة السّمع"؟
قد يكون أكثر جمالًا لو يُغدق المرء في تساعيّات الشّكر والمشاركة باستمرار في القدّاسات والزّيّاحات من دون سبب أو غاية.
العلاقة مع الله المبنيّة على الشّكر الدّائم وعلى مبدأ "لتكن مشيئتك" في حياتنا وأفكارنا وتصرّفاتنا وقراراتنا وأوضاعنا، تجعل من الشّخص إنسانًا قويًّا يتحدّى الصّعاب بالإيمان والرّجاء والأمل، لا بالدّموع واليأس والوحدة، لأنّنا مدعوّون إلى مساندة المسيح في حمل صليبه لنصل معه إلى القيامة الأبديّة..