عمليّات "تجميل".. الرّوح!
وكم هم قليلون الّذين يقفون أمام تلك المرآة يفحصون ضمائرهم ويبحثون عن العلل والتّشوّهات النّفسيّة الّتي تبعدهم كلّ البعد عن الكمال الرّوحيّ الّذي يجب أن يكون أولويّة في حياتنا، فيهملون اللّجوء إلى الطّبيب الأوّل والمجمّل الأوحد لتشوّهات الإنسان، ونقصد هنا: يسوع.
فأحياناً كثيرة تحجب أخلاقنا جمالنا والعكس صحيح؛ فالأنانيّة والغرور والغضب والعدوانيّة والحسد والنّميمة والكذب والإدانة والشّراهة والطّمع والجشع والبخل والملل واليأس والكسل... كلّها تعكس قباحة وضرورة ملحّة لعمليّة تجميل الرّوح؟
وكم هم نادرون أولئك الّذي يسعون إلى تغيير ملامح شخصيّتهم تلك وتطهيرها من العاهات الّتي إن تراكمت مع السّنين يصعب التّخلّص منها بسهولة!
كم هم نادرون الّذين حوّلوا اهتمامهم إلى المظاهر الخارجيّة مهملين الدّاخل، جاهلين قيمة أن يتمتّع الإنسان بجمال داخليّ أوّلاً، غير مصدّقين أنّ ما يظهر إلى العين فانٍ في حين أنّ أخلاق الفرد هي وحدها الّتي تبقى لتخبر عنه وعن روعته الفائقة الطّبيعة، تلك الرّوعة الّتي تشابه جمال الله وتكاد لشدّتها تلامس كماله.
فلنُعِد حساباتنا إذاً، فنطهّر قلوبنا وننقِّ أفكارنا ونصون لساننا لأنّ هذه الثّلاثة مجتمعة تصنع جمالاً يتربّع على عروش جمالات الكون كلّه.