ثقافة ومجتمع
02 تموز 2018, 13:00

على لعبة.. الموت مش لعبة!

ماريلين صليبي
على خلفية المونديال، سقط قتيلان.. أتصدّقون؟ بالطّبع، قد يجزم بعضكم أنّ هذه المعلومة إشاعة أو مقلب أو دعابة، غير أنّها، وللأسف، حقيقة لبنانيّة مرّة.

 

هي حقيقة واقع في طريقه صوب الهاوية أكثر فأكثر، حقيقة بلد بات سكّانه رهينة الغضب المفرط، حقيقة أعصاب باتت تُطبخ على نار حامية قبل احتراقها تمامًا، حقيقة شعب يغلي كبركان سينفجر بأيّ لحظة.

القتل خطيئة مميتة، غير أنّ مجتمعنا اعتاد عليه. اعتاد الغاضبون على تفجير غضبهم بالقتل، اعتاد النّاس على سماع أخبار الموت، بردت المشاعر، جفّ الحنان واختفت الرّحمة.

أيعقل؟ أيعقل استخدام السّكّين لطعن بريء ذنبه الوحيد أنّه يشجّع فريق كرة قدم مختلف؟ أيعقل استخدام السّلاح عشوائيًّا ونقل خسارة فريق كرة قدم إلى خسارة بشريّة؟

قد نظنّ أنّ الجنون ضرب معظم النّاس، غير أنّ هذه الرّحمة هي ما يفتقدها لبنان. رحمة العقول والقلوب، مسامحة الآخر، قبول الاختلاف، الحوار والتّضامن، الأخذ والعطاء، كلّ هذا بات يغيب عن مجتمعاتنا لتحلّ مكانه الضّغينة والحقد والحسد والمصالح والخلافات والتّنافس والصّراع.

ولهذا، تُرفع صلواتنا الحارّة إلى المسيح المتواضع والوديع القلب، من أجل أن يزرع بذور الرّجاء والغفران والمحبّة في قلوب النّاس أجمعين، فلا نقابل بعضنا البعض بالأذيّة المقصودة بل بابتسامة القبول والانفتاح.