دينيّة
03 آب 2017, 05:30

عذراء غوادالوبي... مؤسّسة أميركا الحقيقيّة؟

ريتا كرم
"سيّدة غوادالوبي هي "الحدث المؤسّس" الحقيقيّ لتاريخ أميركا"، "وتأثيرها في الأميركيّتين يجب أن يشجّع مسيحيّيها على الاستمرار في التّبشير، حتّى عندما تبدو بلادهم كأنّها تسير في الاتّجاه الخطأ"، وعلى بناء حضارة جديدة تشعّ إيمانًا. تلك الكلمات قالها مطران لوس أنجلوس خوسيه غوميز في محاضرة طرحت التّحدّيات الّتي تواجه القادة الكاثوليك في أميركا المعاصرة.

 

وفي مداخلته الّتي نشرها موقع وكالة الأخبار الكاثوليكيّة CNA، شدّد على أنّ كلّ إنسان مدعوّ إلى أن يكون طرفًا من هذه الرّسالة الّتي بدأها القدّيس خوان دييغو بانيًا مزارًا أضحى عالميًّا، بطلب من سيّدة غوادالوبي. ودقّ غوميز ناقوس الخطر لأنّ أعداد المسيحيّين في المجتمع الأميركيّ بات يتضاءل اليوم شيئًا فشيئًا ويتجرّد من قيم الإنجيل، بخاصّة أنّ جماعات تسعى لمحو المسيحيّة وأثرها، فأتت دعوته لبناء هذا المزار كلّ من خلال حياته وبحسب دعوته.

ولعلّ كلمة المطران غوميز، تأتي لتعلن حالة الطّوارئ في العالم حيث الوجود المسيحيّ مهدّد بسبب عوامل عديدة، وتجعلنا نوجّه الأنظار إلى عذراء غوادالوبي الّتي لم تظهر لتكون للأميركيّين دون سواهم، وإنّما هي "أمّ لجميع سكّان هذه الأرض ولسائر الأمم والشّعوب"، فمعها اجتاحت العالم موجة من القداسة رفعت قدّيسين وأبطالاً في الإيمان في بلاد عديدة.

لنجرؤ إذًا أن نطرح الأسئلة ذاتها الّتي طرحها المطران غوميز في مداخلته: "كيف يريدنا الله أن نغيّر زماننا؟ ما هي الطّريق الّتي يريدنا يسوع أن نسيرها في تاريخ أمّتنا الحاليّ؟"؛ ولتكن لدينا الجرأة في سلوك الدّرب الّذي حدّدته العذراء في بناء حضارات جديدة مفعمة بالحبّ والصّدق، كلّ من خلال رسالته وبيئته وثقافته وعائلته وكنيسته. حضارات نبرز فيها تعاطفنا مع إخوتنا وأخواتنا في الإنسانيّة، ونشهد عبرها لمشروع يسوع الخلاصيّ وقيم الإنجيل الّتي تختصر علاقتنا المميّزة بالله الآب والصّديق والرّفيق الحاضر بيننا ومعنا في كلّ آن وحال.