عالمنا في طريقه نحو العطش..
المياه ثروة طبيعيّة ومادّة تغطّي أكثر من 70% من سطح الكرة الأرضيّة، تملأ المحيطات والبحار والبحيرات والأنهار لتكون مصدر الحياة الأساسيّ الذي بغيابه يغيب وجود الكائنات الحيّة من نبات وحيوان وإنسان.
ومن أحد المواضيع التي يجدر تناولها في اليوم العالمي للمياه في أيّامنا هذه، هو هذا الجفاف الذي يلامس يومًا بعد يوم أرضنا وبيئتنا وطبيعتنا.
ففي بلد الموارد المائيّة لبنان، على سبيل المثال، يُستَغرب بلوغ سعر ليتر المياه 750 ليرة لبنانيّة، مع العلم أّنّ لبنان منتج ومصدِّر للمياه، لا يقع عليه تكلفة الإستيراد والضّريبة والنّقل، ويحوي باطنه كمّيّات تفوق بكثير تلك الموجودة على سطحه.
الأزمة المائيّة والشحّ الملحوظ لا يهدّدان لبنان فقط، ولكنّ هاتان الظّاهرتان تطالان العالم أجمع.
وبالرّغم من كلّ حملات التّوعية والإرشادات التي تسارع الجمعيّات البيئيّة بنشرها لتهزّ آذان المعنيّين وتحرّك اهتمام المواطنين، يزحف عالمنا على درب الجفاف والعطش والتّغيّرات المناخيّة والإحتباس الحراريّ الذي يُنذر بقرع ناقوس الخطر بالصّوت العالي.
عالمنا يئنّ ألمًا على الهدر والإهمال الذي يلاقيه من بشريّة تسلّمت منذ القدم مسؤوليّة المحافظة على ثرواته الطّبيعيّة، فإلى متى ستبقى اللّامبالاة سيّدة الموقف مساهمةً بتحوّل عالمنا إلى كرة جافّة قاحلة؟..