ثقافة ومجتمع
24 آذار 2018, 08:00

طقوس "سوداء" تحت راية الحرّيّة!

ريتا كرم
بين الأبيض والأسود تناقضات وتضادّ، بين الخير والشّرّ صراع ونزاع، وبين الإيمان والجهل خيط قادر أن يقلب الآيات ويزعزع الموازين.

 

المقصود هنا هي تلك الظّواهر الّتي يشهدها مجتمعنا مضيفًا إلى #البدع بدعًا. فبعد موجة التّلاعب في #الأيقونات المقدّسة والاقتباس من #الكتاب_المقدّس في البرامج السّاخرة، ها هو خرق جديد يشهده مجتمعنا اللّبنانيّ حجّته "الابتكار" و"التّميّز". في الواقع، هو خبر الزّواج الّذي خيّمت عليه غيمة سوداء أمطرت فوق عروسيه تعليقات أدخلتهما في خانة الاتّهام بممارسة طقوس شيطانيّة، سواء عبر الفستان الأسود أم الوشوم أم الزّينة الّتي اقتصرت على الجماجم، أم عبر الموسيقى الّتي تراقص عليها المدعوّون في حديقة الاحتفال.

بالطّبع لن نكرّر ما تناقلته وسائل الإعلام على مدار الأيّام السّابقة، ولسنا بوارد إدانة أحد فـ"من منكم بلا خطيئة فليرجمهما بحجر". ولكن وسط كلّ ما تشهده مجتمعاتنا من موجات شرّ وتخبّط أخلاقيّ هل يحقّ لنا أن نمسّ بقدسيّة عاداتنا وتقاليدنا فنستورد أفكارًا غير متعارف عليها في مجتمعنا تحت شعار "الحرّيّة"؟

هل لنا الحقّ أن ندنّس كنائسنا بلون الموت ونزرع في قلوب المؤمنين شكوكًا قادرة أن تسمّم أفكار جيل عيونه شاخصة على الدّوام نحو كلّ ما هو جديد وغريب؟

اليوم، نذكّر أنّ كنائسنا ليست خشبة مسرح نترجم عليها رغباتنا "الصّادمة"، وبيعتها ليست جمهورًا عليه أن يجامل "الأبطال" بحكاية أخرجوا أحداثها بطريقة تتماشى مع أهوائهم الخاصّة.

نذكّر أنّ سرّ #الزّواج هو سرّ مقدّس، هو تلبية لدعوة الله إلى الحبّ، وبيت الله هو بيت فرح ونور.

في الحقيقة، كفانا ظلاميّة وسوادًا! كفانا بدعًا وهرطقات! كفانا حرّيّة فائقة عن حدّها!

اليوم، وفيما تحيي الكنيسة الكاثوليكيّة سبت لعازر، نصلّي إلى الله أن يقيمنا من الظّلام الّذي نعيش فيه، لنفتح آذاننا وعقولنا وقلوبنا فنصغي إلى يسوع ينادينا "هلمّوا خارجًا!"، فننهض إلى حياة جديدة بل أكثر إلى قيامة أبديّة!