ضريرة ستّينيّة قاومت داعش وانتصرت بالمسيح
ربّما هي حكاية من بين تلك الآلاف الّتي نسمعها يوميًّا على لسان ناجين من سيف الظّلم والاضطهاد ذاك، غير أنّ شهادة مريم تأتي اليوم لتشبّث كلّ غصن تزعزع في كرمة الرّبّ، شهادة وقع عليها نظرنا أثناء تصفّحنا لوكالة الأخبار المسيحيّة Infochretienne.com، فاستوقفتنا فاتحة أمامنا الآفاق للتّفكير عميقًا في كيفيّة مواجهة المشاكل بمختلف درجاتها.
مريم تحمّلت ما تحمّلته ككلّ شعبها من ذاك التّنظيم، غير أنّها قاومت أوامره في اعتناق الإسلام، فعندما كان يسألها أحد عناصر التّنظيم عن سبب رفضها تغيير دينها وتمسّكها بالمسيحيّة، كانت تجيب وبكلّ شجاعة: "لا أريد أن أصبح مثلك.. فأنت لا تصلّي، تقتل البشر، تجني كلّ شيء بالحرام، وتضطهد النّاس!"
تلك كلمات جريئة تفوّهت بها، هي لم تخف من ردّة فعله إذ قالت ما في قلبها بدون تردّد لأنّ ثقتها بيسوع المسيح كبيرة وتفوق كلّ المخاطر.
واليوم، نقف أمام كلّ صليب نحمله ونعيد حساباتنا، ولنحاول أن نجيب على التّساؤلات الّتي تهزّنا وتضعفنا عند العقبات اليوميّة: هل نجرؤ على قول الحقّ والتّمسّك بالمسيح عندما يتربّص الخطر على أبوابنا أو تغمز مصيبة في حياتنا؟
فكم من مرّة ضعفنا وأردنا أن نستسلم؟ كم من مرّة لُمنا فيها الرّبّ على مشكلة صغيرة أو مصيبة كبيرة وقرّرنا أن نتخلّى عنه فجرحنا قلبه بأقوال وأفعال قاسية أفقدتنا بصيرتنا رغم عافيتنا الجسديّة؟
يقول المثل "يلّي بشوف مصيبة غيرو بتهون عليه مصيبتو"، فماذا لو فكّرنا اليوم بالشّعوب المضطهدة باسم المسيح، بعائلاتها الّتي تشرّد أفرادها من منازلهم منذ بدايات الأزمة فكانوا بلا مأوى صلب لسنوات عديدة، إذ مرّت بهم الفصول بتقلّباتها، بعضهم غلبها والبعض الآخر تغلّبت عليه المحنة. هذا بدون ذكر الجوع والخطر والسّيف والتّفجير والإرهاب...
في زمن الصّوم هذا، نذكر كلّ إنسان تزعزع إيمانه لأنّ الخوف سكن قلبه وسيطر على عقله، ففقد كلّ منطق وتحوّل من اليقين إلى الشّكّ وسمح للأفكار الدّاعشيّة أن تضعفه، ونصلّي لكي يعبر من الموت إلى الحياة مع مجد القيامة.