صلاح لا سلاح
ففي عالم متألّم يسير صوب نكبة مُرّة ويضجّ بصخب الحرب والقتل والقذائف والآهات الموجعة ويغلّفه ضباب الدّمار والغدر، لا بدّ من اعتماد الصّلاح بدل السّلاح، صلاحٌ يدفع بالجميع، طبقة حاكمة أو طبقة شعبيّة، لاعتبار الخلاف قوّة وغنى لا اختلاف وتخلّف.
يقول يسوع المسيح في إنجيل لو 6/27-29:
"وأمّا أنتم أيّها السّامعون، فأقول لكم: أحبّوا أعداءكم، وأحسنوا إلى مبغضيكم، وباركوا لاعنيكم، وصلّوا من أجل المفترين الكذب عليكم. من ضربك على خدّك فاعرض له الآخر."
هي المحبّة إذًا سرّ السّلام، وهو الصّلاح جوهر البرّ. بالخير والمسامحة نبني الأوطان الصّالحة والآمنة والمشرقة، أوطانٌ تجتمع بدورها لتعمير عالم واحد آمِن.
خلق الله البشريّة جمعاء وسلّمها الطّبيعة والأرض والممتلكات، أعطاها حرّيّة التّصرّف والمعتقد والإيمان، ليجعل كلّ فرد منها مميّزًا مختلفًا عن الآخر. أمّا الإنسان الضّعيف والخاطئ فاعتمد القتل حلًّا للاختلافات ليسير في طرق ملتوية تحرّمها الدّيانات السّماويّة مجتمعة.
نعم للصّلاح بدل السّلاح، فبذلك يصبح الصّلاح هو نفسه سلاح البرّ بوجه سلاح العنف.