صفير مثل الراعي في لقاء رابطة الاخويات: المحبة علامة المسيحيين
استهل اللقاء بقداس احتفالي أقيم في كاتدرائية مار سابا - بشري، ترأسه البطريرك صفير وعاونه المطارنة فرنسيس البيسري، شكر الله نبيل الحاج، جورج أبوجودة ومرشد عام الرابطة الاب سمير بشارة ولفيف من الكهنة والرهبان والراهبات، في حضور رؤساء بلديات المنطقة والمخاتير، رئيس رابطة الأخويات في لبنان الياس صفير، أعضاء اللجنة الإدارية واللجان المركزية والإقليمية للفرسان والطلائع والشبيبة والأخويات الأم وحشد من المؤمنين الوافدين من كل لبنان.
العظة
بعد تلاوة الإنجيل المقدس، ألقى البطريرك صفير عظة بعنوان " وصية جديدة أعطيكم ان تحبوا بعضكم بعضًا "، قالفيها:"أنا نحييكم بالرب يسوع تحية التقدير والمحبة، ونسأل الله ان يمكنكم من المحافظة على ما تركه لكم من جاء هذه الرعية من قبلكم من آباء وأجداد،من وديعة إيمان، على ما يسميها بولس الرسول.
أضاف: إن الوصية الجديدة التي أتى بها السيد المسيح هي وصية المحبة والتسامح والغفران. الوصية كانت تقول سابقا: "السن بالسن والعين بالعين". أمّا اليوم، بعد مجيءالسيد المسيح، فقد تبدل مفهوم المحبة، فصار، على ما أعلن عنه السيد المسيح، "من ضربك على خدك الأيمن، فدر له الأيسر، ومن أراد أن يحاكمك ليأخذ قميصك، فاترك له رداءك أيضا، ومن سخرك ميلا، فاذهب معه ميلين".
وتابع: المحبة التي اوصانا السيد المسيح بان نمارسها، ليست اية محبة، بل المحبة التي أرشدنا هو إليها عندما قال:" وصية جديدة أعطيكم، أن تحبوا بعضكم بعضا، كما أنا أحببتكم"، وأنا نعرف ما كلفته محبته ايانا قد كلفته الصلب والموت على الصليب مطعونا بالحرية هذه هي محبة المسيح للعالم.
أضاف: وعبثا ندعي أننا تلاميذ المسيح ومسيحيون، إذا كنا لا نغفر ونسامح، خلافا لما كانت تقول الوصية القديمة "السن بالسن، والعين بالعين"، ومحبتنا لبعضنا البعض يجب أن تكون أشبه بمحبة المسيح ايانا. وهو من قال: "أحبوا بعضكم بعضا كما أنا أحببتكم، هذه العلامة الفارقة التي يعرف بها تلامذة المسيح، ووصية المحبة هي وصية جديدة لان العالم لم يعرفها قبل المسيح،وستظل جديدة، لان ممارستها ليست بالشيء السهل على الطبيعة البشرية الامارة بالسوء.
وتابع: جعل السيد المسيح المحبة علامة المسيحيين الفارقة، ولذلك كان الوثنيون يقولون عنهم:"انظروا كم يحب بعضهم بعضا، وهل ينطبق هذا القول علينا اليوم؟ والعالم يسوده الكره والبغضاء والاقتتال.
لنسأل الله، بشفاعة القديسة مريم، والقديس سابا، وجميع القديسين، ان يشفعوا بنا لدى الله، لنظل اقوياء في الايمان، ونستنير به في حياتنا اليومية، لنعيش متآخين برضى الله ومحبة القريب، ولنحافظ على الوصية الجديدة التي اعطاناها، وهي وصية المحبة، عندما قال:" وصية جديدة أعطيكم، أن تحبوا بعضكم بعضا. آمين.
المطرانالحاج
وتلا المطران الحاج البركة البابوية التي وجهها السفير البابوي فيلبنان الكاردينال غابريال كاتشا باسم صاحب القداسة البابا بنديكتوس السادس عشر والتي منح فيها البركة البابوية لرابطة أخويات لبنان وفيها:" قداسة البابا بنديكتوس السادس عشر يمنح بقلب كبير البركة البابوية لرابطة الاخويات في لبنان ويرسل سلاما من القلب ملؤه السلام والفرح لكل المنضوين في رابطة الأخويات ويكرسهم لسيدة لبنان مع لفتة خاصة للذين يعيدون يوبيل الستين سنة لتأسيس الرابطة. إن الأب الأقدس يمنح بركته الرسولية لكل الذين يشتركون بهذا الاحتفال الليتورجي في هذا اليوم الواقع في5 حزيران في ظلال أرز الرب.
الأب بشارة
وألقى المرشد العام لرابطة الأخويات الأب سمير بشارة كلمة شكر فيها الرب على محبته الكبيرة، طالبا شفاعة العذراء مريم أرزة لبنان لان المسيح هو ثمرة أحشائها المرتفع الشامخ . ووجه تحية إلى المرشدين العامين السابقين للرابطة مستذكرا روح المرشد العام الأب المؤسس جورج خوري.
وفي ختام كلمته استنجد مريم العذراء طالبا النعمة لإبعاد الخوف عن القلوب وتصيرهم آلة مطيعة كليا للروح القدس.
رئيس الرابطة
بعد القداس ألقى رئيس الرابطة الياس صفير كلمة بعنوان "غطى ظلها الجبال وأغصانها أرز الله" وفيها: في هذا الاحتفال الذي هو من جهة، من وحي سينودس الأساقفة الذي عقد في روما من اجل الحضور المسيحي في الشرق، ومن جهة أخرى احتفال للأخويات من اجل شد الأواصر في ما بينهم.
وفي هذا اليوم المبارك ومن هذه الأرض المقدسة التي تحتضن ارزنا الخالد نوجه تحية بنوية الى غبطة أبينا البطريرك مار بشارة بطرس الراعي ونرحب بحفاوة وإكبار بصاحب النيافة مار نصر الله بطرس صفير الذي احتفل بالذبيحة الإلهية مع أصحاب السيادة ولفيف من كهنتنا ومرشدينا في يوم "اخوياتنا في أرز الرب". الأخويات الراسخة في كياننا المسيحي المشرقي رسوخ ارز الرب في هذه الأرض المباركة، شاهدة حية على روح المحبة والتسامح والانفتاح. واليوم سوف نغرس ستين ارزة رمزا للسنوات الستين التي مرت على تأسيس رابطة الأخويات وهي تحية إكبار وإجلال لكل من أسهم وعمل على تنشيط هذه الشركة الروحية عبر سنين من العمل الدؤوب امتدت من العام1951 ولا تزال حتى يومنا هذا شاهدة على حضورنا المتجذر في وطن الأرز.
وفي المناسبة نوجه تحية إلى رئيس وأعضاء مجلس بلدية بشري ولجنة أصدقاء غابة الأرز على المحبة التي غمرونا بها والمساعدة الفعالة في إنجاح هذا اليوم، شاكرا جميع الاخويات التي أتت من مختلف المناطق اللبنانية للمشاركة في هذا اليوم التاريخي. فليكن هذا اليوم مباركا بشفاعة العذراء مريم ارزة لبنان، ولتحل نعم الرب على الجميع.
وفي ختام الكلمة، سلم دروعا تكريمية لرئيس بلدية بشري انطوان الخوري طوق، ولرئيس لجنة أصدقاء غابة الأرز شربل طوق، ورئيس جوقة دير سيدة طاميش الأب انطوان سلامة وللأب شعيا غاوي.
ثم كانت زيارة إلى غابة الأرز حيث تم غرس ستين أرزة على عدد سنوات الرابطة.
واقيم غداء تكريمي بالمناسبة.