ثقافة ومجتمع
28 أيار 2020, 13:00

صحّة المرأة... في زمن كورونا

ماريلين صليبي
في اليوم العالميّ لتنمية صحّة المرأة، تحيّة إلى نساء العالم أجمع، النّساء اللّواتي يحملن مسؤوليّات عدّة في آن واحد، متّحدات بالعائلة والوظيفة والذّات معًا.

في هذا اليوم، اهتمام خاصّ بصحّتهنّ، النّفسيّة من جهة والجسديّة من جهة ثانية، اهتمام مميّز هذا العام لما لهذه الظّروف من دقّة وصعوبة.

ففي زمن كورونا، خطر المرض بات أقرب ومخافة الموت اتّسعت مروحيّتها، فالمرأة حاليًّا تواجه فيروس كورونا يوميًّا وفي أمكنة متعدّدة، إذ يصعب عليها البقاء في المنزل والتزام الحجر بشكل تامّ.

المرأة اليوم هي كائن منتج يواظب على عمله بشكل مستمرّ، فهي تتبوّأ مراكز إداريّة مهمّة تجعلها عاجزة عن التّخلّي عن المداومة في مكان العمل. المرأة تتحمّل مسؤوليّاتها الوظيفيّة بتأنٍّ، وتقع على عاتقها مسؤوليّة شراء الأكل والشّرب وحاجيّات المنزل، ما يصعّب الحجر المنزليّ.

إذًا، البقاء في المنزل من دون عمل بهدف الاحتماء من كورونا خطوة وقائيّة تصعب على نساء العالم اليوم، ومن هنا يأتي الاهتمام بتنمية صحّتهنّ أمرًا ضروريًّا في زمن كورونا.

هذه التّنمية تتحقّق من خلال تكريس أصحاب العمل إجراءات خاصّة للوقاية من مخاطر الفيروس، كضرورة تعقيم مكان العمل وتزويد الموظّفين والموظّفات بالكمّامات.

كما على الدّولة العناية أيضًا بصحّة المرأة، المرأة التي تشكّل نصف المجتمع وتعمل على تطويره، من خلال التّشدّد بالإجراءات الوقائيّة الأساسيّة.

هذه التّنمية الصّحّيّة يجب أن تتكلّل بوعي المرأة نفسها، إذ عليها أن تكون الأحرص على صحّتها، لأنّها بالوقاية تحمي نفسها وتحمي بالتّالي عائلتها، فهي عندما تعود من عملها، تنكبّ على الاهتمام بعائلتها، وهذا يشكّل هاجسًا أساسيًّا ودافعًا إضافيًّا للوقاية.

إذًا، لليوم العالميّ لتنمية صحّة المرأة هذا العام في زمن كورونا رونقٌ خاصٌّ، فالمرأة العاجزة عن ترك عملها لإعالة عائلتها، تستحقّ مجتمعًا يهتمّ بسلامتها ويؤمّن بيئة صحّيّة خصبة تشعر فيها أنّها محميّة.