ثقافة ومجتمع
19 آذار 2019, 14:00

شفاءٌ من على كرسيّ الشّلل...

ماريلين صليبي
لم تبلغ جوني تادا الـ١٧ عامًا حتّى تبدّلت حياتها رأسًا على عقب...

 

٥٠ عامًا وهي أسيرة كرسيّ متحرّك بسبب حركة في السّباحة والغطس جعلتها مشلولة الحركة. ٥٠ عامًا من العذابات والأوجاع لم تمنع جوني من تحقيق أحلامها في عالم الفنّ والتّمثيل وتقديم البرامج، وها هي اليوم ضيفة في مقابلة مع Christianity Today نقلت فيها علاقتها المتينة مع الكتاب المقدّس.

تمحور حديث جوني بجدّيّة عن التّحوّل الذي لمس إيمان قلبها. فهي حاولت على مدى هذه السّنين الطّويلة أن تفهم ماذا يريد منها الإنجيل، وماذا يسعى إلى أن يقول لروحها. أبعد من الصّلاة والتّوبة، لا بدّ للإنجيل من أن يبعث رسائل محيية تجدّد النّفس بالإيمان والرّجاء.

إنكبّت جوني على مطالعة كلام الرّبّ بشغف مختلف وبهدف مغاير، فهي باتت تبشّر بأعاجيب المسيح العظيمة وتدرك أنّ المشي واستعمال اليدين ليسا بالأمر الأهمّ، بل المسيح يبحث عن قلب سليم بعيد عن الخطيئة والتّكبّر. جوني باتت إذًا غير مبالية لوضعها الصّحّيّ، تسير رويدًا رويدًا نحو خلاص قلبها من الضّلال.

هذا الاتّحاد بكلام الحقّ دفع بها إلى تحمّل الصّعاب بفرح ورجاء، لأنّ الموت الأرضيّ بالنّسبة إليها خلاص وحياة مع المسيح. قوّة المسيح تتجلّى في ضعفنا، وأمثال جوني يجعلوننا نقوى بفضل ضحكاتهم ومثابرتهم.

شفاء جوني بعد ٥٠ عامًا من الشّلل لا يقتصر على أعجوبة من الرّبّ، بل هو إيمانها ما يقوّي إرادتها ورغبتها بالمجاهرة بالمسيح من على كرسيّها، فلتكن قصّتها مناسبة للتّرداد بإيمان "لتكن مشيئتك يا ربّ".