دينيّة
04 تشرين الأول 2017, 13:00

شربل لمس جراح قلبها.. فنالت الشّفاء

ميريام الزيناتي
محبسة تغلغلت في صخور جدرانها رائحة بخور تُحاكي عطر القداسة، كنيسة متواضعة رابضة على أعالي جبال عنايا المقدّسة مُشرّعة أبوابها لكلّ زائر قصدها لينال نِعَم القدّيس شربل وشفاعته...

محبسة شهدت في الـ 22 من الشّهر الفائت على أعجوبة جديدة سجّلها القدّيس شربل ليؤكّد من جديد وجوده إلى جانب كلّ مؤمن يناجيه طالبًا الشّفاء. بأعجوبته الأخيرة هذه، لمس مار شربل جراح قلب رنا ابراهيم الخوري حنّا الّتي عانت من مرض الأعصاب الّذي رافقها طيلة خمسة عشر عامًا، سارقًا منها الفرح، تاركًا إيّاها جليسة المنزل وأسيرة الأفكار الّتي أطفأت نور الأمل في حياتها.

لم تكن الأدوية كافية لشفاء رنا الّتي كانت تتنقّل من طبيب إلى آخر باحثة عن شفاء يريحها من ثقل مرضها المزمن، بل كانت بحاجة للفتة إلهيّة تلمس روحها وتنسيها آلامها..

حاولت رنا زيارة محبسة القدّيس شربل مرّات عدّة، إلّا أنّها واجهت عقبات منعتها من تلبية رغبة قلبها حتّى الـ22 من كانون الثاني/ يناير الفائت، فوجود شربل في عنايا في ذاك النّهار دفع رنا إلى تخطّي الصّعوبات والتحلّي بالإيمان الكافي للتوجّه إلى محبسة القدّيس، لتجثو أمام مذبحه طالبة نعمه، وما هي إلّا لحظات حتّى سمعت صوتًا يهمس لها: "ما تبكي يا بنتي" لتُدرك أنّ شربل أصغى لمناجاتها ومنحها الشّفاء.

أثبتت الفحوص نيل رنا نِعَم شربل، مؤكّدة شفاءها التّام من مرض أثقل كاهلها على مرّ السّنوات.. لتكن نِعَم شربل، في أسبوع ذكرى دخوله المحبسة، الدّواء الشّافي لكلّ مؤمن، ولتكن صلواته لمسة تُكفكف دموع المتألّمين وتبلسم جراحهم..