ثقافة ومجتمع
05 نيسان 2016, 09:17

سلاحٌ مباح وجرائم.. "طائشة"

ميريام الزيناتي
رقصٌ، فرحٌ وزغاريد، هتافات تعلو وتمتزج بألحان الموسيقى التي تملأ الشّوارع سعادة.. قلوب مملوءة فرحًا تتسارع دقّاتها مع تسارع قرع الطّبول؛ الحماس سيّد الموقف، والبهجة تختلج النفوس.. وإذ برصاصة طائشة تخترق كميّات متناثرة من الزّهور والأرز، فتحوّل دموع الفرح الى شلّالات من الحزن...

الرّصاص حاضر دائماً في مناسبات اللبنانيين كافة، مودّعا في المآتم ومرحّبا في الأفراح، ليصبح الطريقة الامثل للتعبير عن المشاعر الجيّاشة والحماسة المفرطة.
مطلقو النار يغفلون دائما وجهة إطلاق رصاصاتهم التي غالباً ما تجد طريقها الى قلوب الأبرياء، يخطفون أرواحاً ، ويتحجّجون بشعار "قضاء وقدر"، فإذا كان القتل عمداً جريمة يحاسب عليها القانون، ماذا عن القتل "غير القصدي"؟
فمن المعلوم أن القانون اللبناني ينصّ على محاسبة كل مطلق للنار في الأماكن الآهلة أو بين حشد  الناس، سواء كان من سلاح مرخّص أو غير مرخّص، أما العقوبة فهي الحبس من ستة أشهر إلى ثلاث سنوات إضافة إلى الغرامة ومصادرة السّلاح، ولكن، ما عقوبة من تسبب بقتل أحد الاشخاص؟ فهل يجوز أن يصبح القتل مباحاً ودماء الأبرياء رخيصة.
السلاح المتفلّت يخطف يوماً بعد يوم شباباً في ربيع العمر وأطفالاً أبرياء، فمتى سيدرك القاتل "الطّائش" أن رصاصته ستكلّف كثيرا؟
متى سيقتنع مطلق النار "ابتهاجاً" أن بهجته تغرز آلاماً في قلوب بريئة؟
 متى سيدرك ذاك "المنفعل" أن انفعاله سيخطف فيه روحاً، يتحوّل الى مجرم مثل غيره من المجرمين الذين اعتمدوا القتل وسيلة للتعبير عن غضبهم؟
يكفينا ألمَ الإجرام والرَعب الذي يخلفه الإرهاب في نفوسنا، فلننتفض على ظاهرة التسلّح التي تحوّل أفراحنا الى مآتم، عسى أن يتوقف هدر الدماء بالرّصاص، أكان شرعيّاً، غير شرعيّ.. أم "طائشاً"!