ثقافة ومجتمع
15 شباط 2017, 14:00

ستّون عامًا من الحبّ.. رواية بطلتها تسعينيّة

ميريام الزيناتي
تُزهر براعم الحبّ في ربيع العمر، مغدقة بعطور السّعادة والعطف على كلّ عاشق وعاشقة، ناثرة مشاعر الفرح والأمل في قلوب تسارعت نبضاتها وعيون ازداد بريقها، لتنمو مبشّرة بحلول صيف يتمنّى كلّ حبيب أن يطول دفؤه.

 

وبينما يتخوّف أحبّاء اليوم من حلول شتاء ينسيهم روعة صيف أشعل مشاعرهم، تجلس ماري، ابنة التّسعين عامًا، متذكّرة لحظات كتبت أجمل فصول حياتها، مؤكّدة أنّ الزّمن، مهما قسا، لا يمكن أن يطفئ الشّعلة...

ماري، الّتي تمضي اليوم آخر فصل من حياتها في كنف بيت الرّاحة في جربتا، سردت قصّة حبّها الّتي دامت أكثر من ستّين عامًا، فعادت بالذّكريات إلى أيّام الصّبى الّتي جمعتها بفارس أحلامٍ لم يفارق قلبها يومًا.. حملتها الذّكريات إلى ذاك الشّتاء الّذي جمعها بمن أشعل الحبّ لهيب قلبه وحافظ عليها حتّى آخر نبضاته...

ستّون عامًا قضتها ماري برفقة شريك العمر، جسّدت خلالها معنى الحبّ المتمثّل بالتّفاهم والاحترام، ستّون عامًا كتبت خلالها ذكريات توّجتها بالثّقة الّتي تعتبرها من أسمى مفاتيح الحفاظ على الحبّ الأبديّ.

قضت ماري ستّين عامًا إلى جانب حبيبها تحت كنف عائلته، أحبّتها وعملت على تقوية الرّوابط بين أفرادها، فأصبحت المدلّلة، والحضن الحنون الّذي لجأ إليه صغار العائلة كافّة.. تتذكّر تلك السّنين، تبتسم وتؤكّد أنّ محبّة الأهل ركن من أركان الزّواج النّاجح.

كانت مسيرة حياة ماري محطّ أنظار مجتمع قدّر تضحياتها ولم يسئ إليها يومًا، فكانت مثالًا يُحتذى به في الأخلاق والقيم والاحترام المتبادل، ما متّن الرّوابط الّتي جمعتها بزوج لم يكن أقلّ وفاءً..

نُثرت ذكريات ماري في أروقة بيت الرّاحة، طابعة في قلوب كلّ من استمع إليها أملًا بالحبّ اللّامتناهي، مذكّرة بقول جبران خليل جبران: "لا تفكّر أنّك تستطيع أن توجّه الحبّ في مساره فالحبّ إن وجدك جديرًا به هو الّذي يوجّه مسارك"...

يتبع...