ثقافة ومجتمع
05 تموز 2024, 06:40

رولان كوكباني رسول البشارة إلى الديار السماويّة

تيلي لوميار/ نورسات
بقلم الإعلاميّة ليا معماري

 

ربّنا يسوع المسيح الراعي الصالح، وراعي الرعاة العظيم، وعد على لسان إرميا النبيّ بأن يرسل لشعبه "رعاة على حسب قلبه". فأرسل من بينهم رسولًا في البشارة والكلمة وهو المخرج الكبير رولان كوكباني الذي انتقل إلى أحضان الآب عن عمر 61 عامًا وهو من مؤسّسي محطّة تيلي لوميار وأحد أعمدتها. متخصّص في الإخراج والإعلام والعمل المسرحيّ والدراميّ. أرسله الله مميّزًا بروحانيّته وخدمته وتواضعه، صاحب مسؤوليّة، دقيقًا ومتفانيًا في كلّ شيء.

الصليب والقيامة شكّلا ركنَي حياته، عاشهما في حياته اليوميّة بمراحلها كافّة. عرف كيف يحمل صليبه الشخصيّ، حسيًّا وروحيًّا ومعنويًّا، وكيف يبلغ بنعمة القيامة إلى حياة متجدّدة بفرح داخليّ وبسمة خارجيّة، متخطّيًا ذاته ووهنه الجسديّ. وعرف كيف يحمل مع الآخرين صليبهم في المرض والموت، وفي الفقر والحاجة، وكيف يساعدهم من سخاء يده، وعاطفة قلبه، وجهوزيّة وساطته، كي يعيشوا فجر الطمأنينة والفرح والرجاء. لم يبخل يومًا بإعطاء المعرفة وتحسين الصوت والصورة فاستحقّ لقب رسول الإعلام والإنسانيّة.

هذه التربية على الصليب والقيامة تلقّاها في عائلته، ونمت معه في محطّة تيلي لوميار الأحبّ الى قلبه، منخرطًا في دروس الحياة مع كلّ الناس من دون تمييز، بعطاء وصدق وشفافيّة لا حدود لها.

أُسندت إلى الأخ والزميل رولان، إلى جانب رسالته في تيلي لوميار، مهمّات عديدة منها مبادرات إنسانيّة واجتماعيّة وإعلاميّة مع الجامعة اللبنانيّة وبعض وسائل الإعلام بحيث لم يقفل باب المعرفة والمساندة أمام أحد.

لم يهدأ يومًا عمله لا في الليل ولا في النهار متنقّلًا من مسؤوليّة إلى أخرى، وشارك الناس إكليروسًا وعلمانيّين في مختلف ظروفهم، المفرحة والمحزنة، قاصدًا كلّ مكان دعته الحاجة إليه، معربًا عن قربه ومحبّته وتضامنه. كما وجدت عائلة تيلي لوميار فيه الساعد الأيمن في شؤونها كلّها واطمّأنت لوجوده بين ظهرانيها.  

لكنّ الربّ شاء أن ينتقل رولان من بيننا ليكون قدّيسًا في السماء.

نرافقه بالصلاة في هذا العبور وننعم بالعزاء الإلهيّ مع أهله وعائلته تيلي لوميار ومحبّيه جميعهم.