دينيّة
05 تشرين الأول 2017, 13:00

رواية حياتنا.. بقلم الله

"الرّجاء هو فضيلة القلب الذي لا ينغلق في الظّلمة ولا يتوقّف عند الماضي بل يعرف أن ينظر إلى المستقبل"، يقول البابا فرنسيس، لافتًا إلى أهمّيّة النّسيان والغفران في حياة الإنسان، فأين نحن اليوم من نور الرّجاء؟

يخيّم شبح الماضي على حياة الإنسان بطرق عدّة، فالبعض يغرق بدوّامة الحقد إثر خطأ يرتكبه الآخر بحقّه، فتراه عالقًا في سواد الكراهيّة وقد ملكت قلبه رغبة الانتقام، متناسيًا كم من مرّة دعاه إلهه إلى مسامحة القريب. ينسى أنّ الله أوصاه بأن يُحبّ أعداءه ويتغاضى عن صورة المصلوب الّذي تألّم ليهديه الغفران.

وهناك من ضاع في سواد حادثة أليمة واجهها في ماضٍ غلب مستقبله، ماض أنساه نعمة الفرح وسرق منه رجاءه. هنا، يجد الفرد نفسه سجين ألم دفين يصعب التّحرّر منه، يبحث عبثًا عن شفاء أرضيّ فتتحوّل عيونه عن الله، متناسيًا أنّ ما من دواء أفضل من الإيمان للتغلّب على آلام الحياة كافة.

من يطفئ الألم نور حياته قد يقع بفخّ ملامة الله، فتراه يفقد إيمانه شيئًا فشيئًا، محمّلًا الرّب مسؤوليّة ما واجهه من صعاب، ليدخل في عالم الشّكّ والضّياع ويفقد بالتّالي كلّ أمل بالشّفاء.

هذا ويخيّم شبح الماضي المرعب على إنسان ارتكب إثمًا أو خطأ دمّر حياته، ليجد نفسه أسير أفكار سوداء تنسيه قيمته الإنسانيّة، فيظنّ نفسه غير أهل بالثّقة أو ببناء مستقبل أكثر إشراقًا، من دون أن يُدرك أنّ الله حاضر دائمًا لمسامحته ولإهدائه نعمة البدء من جديد عبر الإيمان والرّجاء.

لكلّ منّا صفحة في الماضي نتمنّى لو نلغيها من كتاب حياتنا، فلندرك اليوم أنّنا بنعمة الرّجاء قادرون على بدء فصل جديد لحياتنا، مؤمنين أنّ الله حاضر دائمًا ليكتب لنا أجمل الرّوايات.