رمضان كريم.. منّا ومنكن
القمر بدايةً، جرمٌ فضائيّ لا يبخل في إنارة ساحاتنا وطرقاتنا، مسلمين كنّا أو مسيحيّين. القمر نجم الكرة الأرضيّة بكاملها، يتشبّه بجماله الجميع، يتأمّل لمعانه كلّ عاشق، ويغفى على هدوء طلعاته كلّ جفن.
الحلويات ثانيًا، أطباق شهيّة يتلذّذ بها كلّ لسان، هي دلالة فرح وكرم وضيافة يجتمع حولها المسلمون والمسيحيّون، وقد يكون خير دليل على ذلك مسارعة المسيحيّين لشراء حلويات رمضان لبركتها ولذاذة طعمها.
العيد ثالثًا، كلمة تعني كلّ يوم يُحتفَل فيه بذكرى جميلة. ولأنّ الجمال لا يُخفى والفرحة لا تُخبّأ، يبقى هذا العيد باعث الفرح والأمل والحياة والدّفء في كلّ أرجاء الوطن، لمناسبته تزيَّن الشّوارع وتُضاء المحالّ، لفرحة حلوله تعجز العين عن النّوم، تُرفَع الزّينة، تكثر الجلسات العائليّة وتعمُر الأديار.
صوم، زكاة، صدقة، إحسان، هي واجبات المسلم في هذا الشّهر، واجبات بإسم الدّين لا تبعد عمّا يقوم به المسيحيّ خطوةً واحدة. فمساعدة المحتاجين معنويًّا ومادّيًّا ضرورة تُحفَر في قلوب أصحاب الخير أجمعين.
في هذا العيد المبارك ختامًا، نعايد اللّبنانيّين عمومًا، والمسيحيّين خصوصًا، والمسلمين تحديدًا، على أمل أن تبقى الأفراح الجامعة الوحيدة في لبنان، هذا البلد المتنوّع والغنيّ.