رسالة مدير المرصد الآشوري لحقوق الإنسان
وتابع "ما حصل في سيميل سنة 1933 عندما دمرّها الجيش العراقي، على رؤوس أبنائها، ومن لاذ بها من المدنيين المسالمين والعزّل. فاستشهد فيها ما يقارب خمسة آلاف إنسان من أبناء شعبنا، معظمهم من الأطفال والنساء والشيوخ، يتكرّر اليوم مع كل مأساة أشورية مسيحية جديدة من حيث تكرار خذلان المجتمع الدولي لهذا المكون الأصيل، والوقوف بصمت أمام كل الانتهاكات والمأساة التي يعيشها شعبنا من جهة، كما أن تكرار غدر وخذلان الجيران الذين عاش معهم الاشوريون المسيحيون سنوات طويلة، وقدّموا الكثير من الانجازات والخدمات لهم ولهذه البلدان التي يعيشون فيها، ولهم الكثير من الأيادي البيضاء في تطوير وتحضير المنطقة وشعوبها إلى يومنا هذا من جهة ثانية.
وأوضح "أن ما يمييز جرائم الماضي عن جرائم الحاضر هو الاقتلاع من الجذور بشكل نهائي، فسابقاً كان التنقل والهجرة من مكان إلى آخر ضمن الاراضي التاريخية للاشوريين فمن شمال العراق إلى الخابور في سوريا، ومن طورعبدين وماردين ودياربكر إلى مدن وبلدات الجزيرة السورية كالقامشلي والحسكة وقبري حيوري وديريك، ولكن هذه المرة التهجير إلى خارج الشرق وخصوصاً وأن أعداداً كبيرة من أبناء شعبنا يضطرون على الهجرة إلى ما وراء البحار، أي تركوا وراءهم أرض آبائهم، ولغة شعبهم، وأغلقوا صفحة من صفحات عطاءاتهم المجيدة وفتحوا صفحة جديدة لا أحد يعرف مستقبلها. متسائلاً في الذكرى الـ82 للشهيد الآشوري، كيف سنكرم هؤلاء الشهداء الذين قدّموا أرواحهم قرابين على مذابح الأمة؟ بإقامة النصب التذكارية، والحفلات والخطابات؟
وأردف السيد جميل "أن الشهداء ينتظرون منا أكثر من ذلك، فأكبر تكريم لتضحايتهم هو وحدة الاحزاب والتنظيمات القومية. نعم، تكريمهم يكون بوحدة الرؤى والاهداف والمطالب والثوابت القومية المشتركة، وتكريمهم يكون بالاهتمام بالإنسان الذي هو أساس القضية القومية والوطنية، وأين هو هذا الانسان، هو أكثر من 150.000 لاجئ من قرى وبلدات سهل نينوى، آلالاف العائلات النازحة من قرى وبلدات الخابور، هذا الانسان هو كل مختطف ومعتقل في سجون الاستبداد والتطرف وعلى رأسهم المطرانين المخطوفين يوحنا ابراهيم وبولس يازجي والاباء الكهنة، بالإضافة لأكثر من 200 مختطف لدى تنظيم داعش الارهابي".