دينيّة
13 آذار 2017, 08:38

دَنَتْ مِنْ وَرَاءِ يَسُوع، وَلَمَسَتْ طَرَفَ رِدَائِهِ، وَفَجأَةً وَقَفَ نَزْفُ دَمِهَا

من هي المرأة الّتي دنت من وراء يسوع وإلى ماذا ترمز؟ وما هو طرف الرّداء أليس هو الرّداء بذاته؟ وماذا يعني نزف الدّمّ؟ وما علاقة يسوع المعلّم الّذي يتكلّم عن الله بنزف الدّمّ؟

 

إذا طرحنا مجموعة هذه الأسئلة نلاحظ لا ترابط بحركة الحدث أمّا الحدث هو واحد، هو الّلجوء إلى يسوع الّذي يهب الشّفاء، هو اختيار الحياة. نعم! عندما تنزف الحياة ونكون على وشك فقدانها لا يبقى لنا سوى الّلجوء إلى واهب الحياة وهذا ما فعلته المرأة الّتي تنزف الدّمّ وهذا ما يفعله شعب الله عندما يدرك أنّه ببعده عن مصدر الحياة سينزف حتّى الموت، صورة جميلة تتجسّد في هذا الحدث،  فهي الإنسانيّة بذاتها، أتت خجولةً خائفةً تلمس هدب رداء الله وهي لا تعلم أنّ مخلّصها لم يرد لها لمس الرّداء فقط بل أراد لها الحياة والحياة بوفرة وبمجّانيّة، فوهبها دمه هو وجسده وأراد بحضوره الجسديّ أن يجعلنا ندرك أنّنا، بالرّغم من محدوديّتنا الجسديّة يمكننا أنّ نعي حقيقة أنّنا مخلّصين بقوّة إلهيّة تتخطّى إدراكنا العقليّ ولكنّها تقتحم ذاتنا الدّاخليّة بالحبّ الذي يكوّننا. فلا يمكن إلّا أن نتبع مصدر هذا الحبّ وندرك أنّنا محمولين بإرادة إلهيّة توجّهنا صوب عمق الذّات حيث نكون بعلاقة لا تتفكّك مع الحبّ الإلهي الّذي لا بداية له ولا نهاية. خليقة اكتشفت بعقلها يسوع المعلّم أمّا بقلبها أدركت أنّه هو الحياة وبلمسة إيمان وثقة طلبت الشّفاء الرّوحيّ لتعلن على الملء أنّه وهبها ليس فقط  شفاءً جسديّاً ولكن حياةً أبديّة.