24 تشرين الثاني 2013, 22:00
دير مار يعقوب المقطع في مدينة قارة السورية
(تيلي لوميار) ربما سمعت بمدينة قارة السورية التي تقع على الطريق الرئيسي الذي يصل بين مدينتي دمشق وحمص, لكن هل تعرفت يوما هناك على دير مار يعقوب المقطع للروم الكاثوليك؟؟. هذا الدير المبني من اللبن الترابي يقع على بعد أربعة كيلومترات غربي مدينة قارة في منطقة القلمون، سفح جبال لبنان الشرقية.
ويعود بناؤه إلى القرن السادس الميلادي وقد اشتهر باتساعه وحسن بنائه ووفرة رهبانه وأملاكه. يقبل الحجاج والزوار إليه من كل الأنحاء المجاورة حيث تكثر النذور والصدقات المقدمة إليه. وقد انطلقت منه قوافل من الرهبان لكي تؤسس بقية أديرة المنطقة.
يعتبر دير مار يعقوب المقطع مركزاً هاماً للمخطوطات فقد كان حصناً رومانياً للقوافل القادمة من لبنان إلى البادية، ثم تحول إلى مقرٍ مطراني حتى القرن الثاني عشر ، وقد تعاقبت على الدير رهبانيات كثيرة منها الشويرية , ثم ألحق بمطرانية حمص وحماة للروم الكاثوليك, والآن تقتنه مجموعة من الراهبات باسم “راهبات الوحدة الانطاكية .
ومؤخراً أقيمت عملية ترميم واسعة للدير شملت البناء وأعادت القسم المتهدم منه.
والملفت أنه في حياة الدير حيز من الوقت لاستقبال الأفراد والجماعات الراغبين في العودة إلى مناهج الروح ليجددوا حياتهم من خلال رياضة روحية. وقد افرز في الدير جناح خاص لمثل هؤلاء بعيداً عن حصن الراهبات لكي لا تتشوش عندهن حياة الخلوة والصلاة.
إن هذا الدير يشهد على تاريخ عظيم منذ عهد الإمبراطورية البزنطية وحتى يومنا هذا.ففي صفحات تاريخه يُذكر أنه في العام 1266 اقتحم السلطان بيبَرس الظاهر الدير ونهب كنوزه وذبح كل الرهبان، ولم ينجُ منه سوى العدد القليل، وجمع مسيحيي بلدة قارة واهلك منهم من اهلك، ما يذكرنا ببعض أعمال العنف اليوم في ظلّ الأزمة السورية فنأمل ألا يعيد التاريخ نفسه خاصة بعد ان وصلنا من مصدر كنسي موثوق أن نسبة ليست بقليلة من المسحيين قد تركوا بلدة قارة وتوجه قسم منهم الى لبنان وقسم آخر الى دمشق.