دينيّة
02 شباط 2025, 08:00

دخول ربّنا وإلهنا ومخلّصنا يسوع المسيح إلى الهيكل

تيلي لوميار/ نورسات
في يوم عيد دخول يسوع المسيح إلى الهيكل، اختار خادم وكاهن عائلة كنيسة الصّليب للرّوم الأرثوذكس في النّبعة الأب باسيليوس محفوض أن يتأمّل بهذا الفعل المقدّس، فكتب:

"كانت مريم العذراء بارَّة وتقيّة ومن سبط يهوذا، خاضعة كلّ الخضوع لشرائع بني جنسها، فلمّا ولدت ابنها البكر "يسوع المسيح"، أجرت عليه من دون إبطاء كلّ ما تفرضه شريعة الكتاب المقدَّس في مثل هذه الحالة، فختنته في اليوم الثّامن بعد الوضع وظلّت لا تدخل الهيكل حتّى بلغ أربعين يومًا فحملته وتقدّمت به إلى الهيكل لتطبِّق الشّريعة اليهوديّة: أن تفتدي بكرها. ولمَّا كانت فقيرة الحال، قرَّبت للرّبّ على يد الكاهن زوجَي اليمام أو فرخي الحمام أحدهما محرقة والآخر ذبيحة، مع العلم أنّها كانت قادرة أن تقدِّم حملًا حوليًّا لأنّها كانت الوالية على الذّهب الّذي قدَّمه المجوس لطفلها الإلهيّ ولكنّها آثرت أن توزّعه على الفقراء ولم تحتفظ إلّا بقليل منه لأجل السّفر المَنْوي إلى مصر.

إذًا تقدمة المسيح إلى الهيكل تمَّت وفقًا لطقوس كتابيّة من الكتاب المقدَّس. تعدّدت العبارات والصّور الّتي تتكلّم على هذا الطّقس: "لأنّ كلَّ بِكْرٍ هو لي"، "كلُّ بكر في إسرائيل من النّاس والبهائم إنّهم لي يكونون. أنا الرّبّ"، "قَدِّس لي كلَّ بِكرٍ، كلّ فاتح رحم من بني إسرائيل من النّاس والبهائم إنّه لي". هكذا تؤكّد النّصوص الكتابيّة على تقديس الأبكار لله منذ يوم ضَرَب اللّه أبكار مصر بالضّربة العاشرة الّتي نزلت بهم قبل خروج الشّعب العبريّ من مصر وكانت هذه الشّريعة مرعية حين مجيء يسوع المسيح على الأرض. إذًا الرّبّ يسوع خضع للنّاموس لسبب أعلنه بولس الرّسول: "لمّا بلغ ملء الزّمان أرسل اللّه ابنه مولودًا من امرأة تحت النّاموس ليفتدي الّذين تحت النّاموس وننال التّبنّي". إذًا يسوع حرص على تتميم كلّ برّ وصار"في كلِّ شيء شبيهًا بأخوته في كلِّ شيء رئيس كهنة رحيمًا مؤتمنًا عند الله فيكفّر خطايا الشّعب". وقد دفع الجزية مع أنّها غير واجبة عليه. أمَّا بعد المسيح، فقد أضحى التّكريس لا يخصّ فقط الأبكار بل كلّ النّاس. فالمؤمنون جميعًا مدعوّون إلى أن "يقرِّبوا أجسادهم ذبيحةً حيّةً مقدّسةً مرضيَّةً عند الله عبادةً منهم عقليّة". "وأمَّا أنتم فجنسٌ مختارٌ وكهنوتٌ ملوكيّ، أُمَّةٌ مقدّسة شعب اقتناء، كي تخبروا بفضائل الّذي دعاكم من الظّلمة إلى نوره العجيب". هذا ما نصلّي في القدّاس الإلهيّ، أن نقرّب بعضنا بعضًا لله: "لنودع ذواتنا وبعضنا بعضًا وكلَّ حياتنا للمسيح الإله"."