دامت الأفراح في بيوتكم عامرة!
هكذا هي الصّورة غالباً بعد كلّ حكاية حبّ ناضجة. هي مسيرة تمهّد لحياة تُبنى على صورة الله، حياة تعجّ بالواجبات الزّوجيّة والعائليّة وحفظ الأمانة والتّضحية المتبادلة، وعيش المسامحة والغفران، في كنف أسرة تشارك الله في الخلق فيأتي الأولاد ثمرة هذا الحبّ.
ولكن يفقد سرّ الزّواج أحياناً رهبته لمصلحة الاحتفال بعيداً عن رتبة الإكليل الأساس. فيتلهّى العروسان بعرس "الطّنّة والرّنّة" ويدقّقان بكلّ تفاصيل الزّفاف من بدلة العروسين إلى المصوّرين والسّيارات مروراً بالورود والزّفّة والمطعم وقالب الحلوى وصولاً إلى المفرقعات النّاريّة وغيرها من الكماليّات، غافلين أحياناً تفاصيل الرّتبة والعهد المقدّس الّذي يتبادلانه.
لذا ومع بداية موسم الأعراس والأفراح، فلنتذكّر معاً رموز رتبة الإكليل.
تُستهلّ الرّتبة بدخول العروسين الكنيسة ويتقدّمان نحو المذبح حيث الكاهن والشّاهدين، وتبدأ مراسم الاحتفال بحضور العائلة والأصدقاء باسم الثّالوث الأقدس وبشفاعة العائلة المقدّسة. ثمّ تُتلا قراءات من كلمة الله تكون نوراً لحياة الثّنائيّ الزّوجيّة. وفي اللّحظة المميّزة، يتبادل العروسان نعَماً مقدّسة ويضع كلّ يده اليمنى نحو الإنجيل كعلامة حسّيّة لتعاونهما واتّكالهما على الله، ويلبسان الخاتمين رمزاً لأمانتهما ووحدتهما وتترافق هذه الخطوة مع بركة الكاهن بالصّليب كضمانة لحلول النّعمة الإلهيّة الّتي تبرّرهما وتجعلهما جسداً وروحاً واحدة. أمّا الإكليل الّذي يكلّل رأس كلّ منهما فهو إشارة إلى كرامة الحبّ الزّوجيّ وشرف الزّواج.
وهنا تكون البداية لحياة لن تكون "ورديّة" كما تقول الأغنية، ولكن محفوفة بالعقبات والتّحدّيات إنّما يغذّيها حبّ صادق وعهد مبارك لا يجب أن يُفسخ أبداً، فيجتمعان في السّرّاء والضّرّاء، ويتوحّدان في الصّحة والمرض حتّى يفرّقهما الموت.