ثقافة ومجتمع
12 شباط 2015, 22:00

داعش يعدم 21 مسيحياً مصرياً في ليبيا انتقاماً من الكنيسة

(ساندرا زيناتي - تيلي لوميار) ماذا دفعك على المر؟ دفعني الأمر منه. جملة تلخّص سبب هجرة العديد من الشباب المصريين إلى بلاد الاغتراب. شباب آثروا الاشتياق لرائحة الوطن، لنظرة أب حنون ولرائحة قهوة أم تعمل المستحيل لراحة أبنائها، آثروا الاشتياق لمناوشات أخوة وأخوات فقط لتأمين مستقبل علمي لهم، آثروا الاشتياق لغمرة زوجة لتأسيس حياة زوجية أفضل. إلا أن الاحلام التي داعبت عيون واحد وعشرين عاملاً مصرياً هاجروا إلى ليبيا، تحوّلت في ظلام الليل الحالك إلى كابوس مرعب لم ينته باختطافهم من قبل تنظيم الدولة الاسلامية الارهابي العام الماضي، بل بقطع رؤوسهم جميعاً على شاطىء في العاصمة الليبية طرابلس، في عملية نفّذت تحت شعار الانتقام من الكنيسة المصرية للثأر لإخوتهم المعذبين. وبهكذا، بدأ كابوس جديد لن ينتهي، سينغّص مضجع أهلهم وعائلاتهم وأصدقائهم في مصر.

وفي التفاصيل، نشر تنظيم داعش في مجلة دابق، الصادرة عنه صوراً تظهر المخطوفين المصريين منساقين على شاطىء في العاصمة الليبية مرتدين اللباس البرتقالي المعتاد، وأخرى تظهرهم راكعين بانتظار أن يتم قطع رؤوسهم من قبل عناصر التنظيم الملثمين، منوهاً بأن هذه العملية تأتي لتستكمل العمل الذي بدأه التنظيم عام 2010، عندما فجّر كنيسة بغداد، فكان أن شلّ الألم والأسى أهالي ست قرى في شمال سيناء، ليحلو بهذه المأساة مرّ المعيشة الصعبة في مصر أمام صمت سرير ينتظر عودة ابن أو زوج لن يعودوا إلى الابد.
هذا وبرر تنظيم داعش استهداف المسيحيين في العراق بعدم قدرته على استهدافهم في مصر بسبب بعد المسافة. أما الآن، ومع اختراقهم في ليبيا وسيناء، فقد أصبح من السهل تنفيذ هجمات ضدهم، معلناً لجميع المسلمين أنه من يقتل مسيحياً ينال الخلاص... فاقتلوهم.
ومن الجدير ذكره، أن قتل الأقباط في ليبيا ليس بالأمر الجديد، فقد وجدت في السنوات الماضية سبع جثث لمسيحيين مصريين بالقرب من مدينة بنغازي الليبية، كما تمّ خطف وقتل مراهقة في "سرت" بعد قتل والديها ما دفع الدولة المصرية إلى تحذير شعبها من السفر إلى ليبيا في كانون الأول من العام الماضي.
بالمقابل، صدر بيان عن رئاسة الجمهورية المصرية بعد انتشار خبر إعدام داعش العمال المصريين، أكدت فيه أنها تتابع عن كثب، وباهتمام بالغ الأنباء المتواترة حول وضع أبناء مصر المختطفين فى ليبيا، وتتولى خلية الأزمة، التى سبق أن شكلها الرئيس عبد الفتاح السيسى من ممثلي الوزارات والأجهزة المعنية متابعة الموقف أولًا بأول، وإجراء الاتصالات المكثّفة والمستمرة مع الأطراف الليبية الرسمية وغير الرسمية بهدف استجلاء الموقف والوقوف على حقيقته.