ثقافة ومجتمع
07 آذار 2017, 14:34

خاصّ- "Canne et coeur".. محبّة وعطاء للمسنّين

تمارا شقير
في عروس السّاحل الشّماليّ، في شوارعها الضّيقة، تتربّع جمعيّة ملكة ينبض من خلالها قلب جونية، حيث يزرع سكّانها المسنّون بركةً.. هي جمعيّة تأسّست منذ 11 عامًا لترسم البسمة على وجه كلّ مسنّ بعد عمر طويل من التّعب والعمل الشّاق.. هي جمعيّة "Canne et coeur " الّتي تحتضن اليوم 55 مسنًّا.

 

هم من عملوا وربّوا وواجهوا أكبر صعاب الحياة.. هم من فرحوا وحزنوا وعاشوا أجمل اللّحظات وأقساها.. هم المسنّون الّذين تحتضنهم هذه الجمعيّة  بدفء وحنان التي أسّسها شبان وشابات من الكشاف في تشرين الثّاني/نوفمبر 2005، بحسب ما أكّدته المسؤولة عن القسم الصّحيّ مايا بواري في حديث خاصّ مع موقع "نورنيوز". وأضافت أنّ "هدف الجمعيّة هو الاهتمام بالمسنّين الموجودين في منازلهم، فنستقبلهم يوميًّا، باستثناء الآحاد، من الثّامنة صباحًا حتى الثّانية من بعد الظّهر".

يجتمعون، يتبادلون الأحاديث، يحتسون القهوة، ويلعبون ورق الشّدة.. هكذا يمضي المسنّون يومهم في الجمعيّة التّي تؤمن لهم وجبات الغداء أيّام الإثنين والأربعاء والسّبت، ووجبة فطور يوم الجمعة. كما يزوّدون خلال هذه الأيّام بالطعام لتناوله في المساء أو في اليوم التّاليّ.

من جهة أخرى، قالت بواري إنّ الجمعيّة تُنظّم شهريًّا رحلة للمسنّين، فيزورون الأديرة الدّينيّة ويتناولون الغداء في أحد المطاعم، ما بنى علاقة وطيدة بينهم وبين الهيئة الإداريّة. وأردفت أنّ الجمعيّة تعمل جاهدة على رسم الضحكة على وجوه المسنّين، وستحاول هذا العام تحقيق أمنية لكلّ مسنّ.

وإلى جانب المساعدات الّتي تتلقاها من المحسنين والمدارس والجامعات، تُنظّم الجمعيّة سنويًّا حفلة لجمع التّبرعات لتُكمل مسيرتها وتدخل الفرحة إلى قلوب أبنائها. وأوضحت بواري لموقعنا أنّهم خلال فترة الأعياد يُوّزعون حصصًا غذائيّة على الجميع، مضيفةً أنّه منذ ثلاث سنوات افتتحت الجمعيّة قسمًا طبيًّا جديدًا وهو MAP (Medical Assistance Program)  الّذي يقوم على تأمين الأدوية للمسنّين وإخضاعهم للفحوص الطّبّيّة اللّازمة بشكل منتظم. كما أطلعتنا على برنامج FAP (Financial Assistance Program) الهادف إلى مساعدة الأشخاص الأكثر عوزًا عبر تأمين الدعم الماديّ لهم.

بحبّ كبير تحتضن جمعيّة ""Canne et coeur المسنّين، ترعاهم وتهتّم بهم وتزرع البسمة على وجوههم.. فبارك يا ربّ كلّ فرد من أفرادها ليكمل مسيرته الاجتماعيّة هذه عسى أن يولّد من جديد روح الشّباب في قلب كلّ مسنّ.