دينيّة
12 كانون الأول 2017, 14:00

خاصّ- يا مار شربل.. إعتبرني توما "وحطّ ع عيني"!

ريتا كرم
في سجّل أعاجيب دير مار مارون- عنّايا، بصمة عجائبيّة طبعها مار شربل في حياة داني أنطوان هراوي الّذي تحوّل من الشّكّ إلى الإيمان بفعل لمسة طبيب السّماء الشّافية له، في 15 تمّوز/ يوليو 2016، تحوّلٌ لم يخفه عن "نورنيوز" أثناء حديث خاصّ معه، لا بل يترجم حماسًا كبيرًا في مشاركة النّعمة السّماويّة هذه مع أكبر عدد ممكن من المؤمنين.

 

كان داني، إبن الواحد والأربعين عامًا والمولود في محلّة الصّيفي- بيروت، يعيش في ألم مرير منذ أيلول/ سبتمبر 2012 نتيجة تقرّحات في المعدة شخّصها عدد من الأطبّاء عبر "ناظور" متكرّر، وما أوجدوا لها علاجًا فعليًّا يشفيه من آلامه ويجنّبه مستقبلاً خطر الإصابة بمرض خبيث. فتفاقمت حالته الصّحّيّة مع الوقت وتضاعفت أوجاعه ومنعته عن الطّعام والشّرب هنيئًا، فدخل في دوّامة من الانزعاج الجسديّ وحتّى النّفسيّ، وكان الدّواء والغضب رفيقيه الدّائمين واللّدودين.

 بعد خمس سنوات من المعاناة، وأثناء تصفّحه حسابه على فيسبوك، قرأ عن أعجوبة شفاء القدّيس شربل لمسلمة، الأمر الّذي استفزّه فراح يعاتب قدّيس عنّايا لعدم الالتفات إليه هو المسيحيّ الّذي أضحى ألمه يفوق قدرة احتماله، وتكلّم معه للمرّة الأولى في حياته متحدّيًا: "إذا كنت موجودًا حقًّا.. إشفِني! إعتبرني توما.. "حطّ ع عيني" وأرني، وإن أريتني سأخبر العالم كلّه أنّك موجود!"

وفي تلك اللّيلة، لبّى شربل النّداء وقَبِل التّحدّي لأنّ مع الله لا مستحيل، فكان الحلم الّذي بدّل داني هراوي جذريًّا.

وفي التّفاصيل، ظهر ورم سرطانيّ كبير على معصمه، ورم راح داني يستأصله بنفسه بإرشاد من مجهول كان يقف بجانبه- هو مار شربل نفسه- وكان يتلو على مسامعه طريقة نزع تلك الكتلة. وما كان من داني إلّا أن تقيّد بالإرشادات حتّى باتت يده كحفرة زرقاء وكلّ شرايينه وعظامه مرئيّة، فركض إلى المستشفى طلبًا للمساعدة، ولكن كانت الأبواب توصد في وجهه بحجّة أنّ ما حصل ليده غريب ووحده من تسبّب بذلك قادر على معالجته. في تلك اللّحظة، استيقظ داني وهو يشعر بنار تخرج من يده وألم ظنّ أنّه بسبب نومه عليها.

لم يتذكّر داني الحلم لا بل غفا من جديد حتّى استفاق في الصّباح بدون أن يتنبّه للحلم، كما نسي أن يتناول دواءه صباحًا وظهرًا لا بل أمضى يومه في العمل من غير أن يتململ من آلامه، ولمّا عاد إلى البيت قصد غرفة منزله ليكتشف أنّ حبّة دواء لم تدخل فمه في ذاك اليوم. وعندما كان يهمّ للخروج وإذا بأيقونة للقدّيس شربل تسقط عليه من فوق أحد رفوف الغرفة وإذا بحرارة لا بل وهج قويّ يشعل جسده، فارتعب وهو لا يزال غير معترف بما يحصل له؛ أعاد الأيقونة إلى مكانها وغادر المنزل والشّكّ يدغدغ عقله وقلبه، خرج علّه يستوعب ما يجري له، وعندما أدرك أنّ أعجوبة تمّت عاد إلى البيت، دخل غرفته وذرف دموع التّوبة لأنّه شكّ بشفاعة القدّيس شربل، وكان التّحوّل الكلّيّ: توقّف داني عن تناول الأدوية من دون مراجعة أيّ طبيب أرضيّ، قصد ضريح القدّيس شربل شاكرًا إيّاه على نعمة الشّفاء ووضع ملفّه الطّبّيّ بتصرّف الدّير، وسُجّلت الأعجوبة في 15 ت1/ أوكتوبر 2016.

ومذّاك، يؤكّد داني أنّه "ما في شي بيهزني"، وفي قلبه سلام هائل وإيمان كبير يغذّيه وعائلته ويثبّته على درب المسيح الّذي عاين نوره من خلال "شربل" طبيب السّماء الّذي ما أن تناديه يحضر ليبلسم جراحك ويداوي آلامك ويردّ إليك الحياة بكلمة أو لمسة ببركة يسوع الفادي والمخلّص.