ثقافة ومجتمع
23 آب 2016, 14:05

خاصّ- وأسر لبنان قلوبهم

تمارا شقير
ما أجمل أن يرجع الشّخص إلى وطنه الأم.. ما أجمل أن يعود المرء إلى جذوره.. ما أجمل أن تجتمع الجاريّة اللبنانيّة في بلدها.

هم شباب متحدّرين من أصل لبنانيّ هاجرت عائلاتهم المارونيّة منذ القدم الى بلاد الإغتراب، ولتعزيز انتمائهم الوطنيّ تعمل المؤسسة المارونيّة للإنتشار جاهدةً فتُنظّم سنويًا، خلال فصل الصّيف، دورات خاصّة في جامعة الروح القدس- الكسليك.

تقول مديرة مكتب المؤسسة في لبنان هيام البستاني في حديث خاصّ مع موقع "نورنيوز" إنّ "رسالة المؤسسة هي التواصل مع المتحدّرين المنتشرين في العالم ومساعدتهم على استعادة جنسياتهم اللبنانيّة" مؤكدةً أنّ "الطّلاب المشاركين هم الذين نجحوا في امتحانات المؤسسة".

من جهة أخرى، لفتت البستاني إلى أنّ مدّة مكوث الطّلاب في لبنان هي 15 يومًا حيثُ يشاركون في محاضرات، ويتعرفون على تاريخيّ لبنان والمارونيّة، كما يزورون أماكن سياحيّة وثقافيّة.

تتخلّل الدورة نشاطات عديدة ومتنوّعة، فقام الأستراليّ اللبنانيّ جونار نادر بمرافقة الطّلاب طيلة فترة الدورة ونظّم ورشات عمل حول سمات القيادة وتطوير الذات ليكون الطّلاب مثلًا جيّدًا لعائلاتهم وبلدهم. وأوضح نادر لوقعنا أنّ "التجربة كانت رائعة اذ سمحت له المؤسسة المارونيّة بالتعرّف أكثر على وطنه بعد أن غاب عنه 40 عامًا" مشيرًا إلى أنّ "لبنان هو كسائر بلاد العالم، فكلّ بلد يواجه صعاب ومشاكل".

وشارك هذه السنة حوالي 50 طالبًا من أكثر من 17 بلد منها فرنسا، والولايات المتحدّة الأمريكيّة، وكندا وأستراليا وبوليفيا وجنوب أفريقيا، وتراوحت أعمارهم بين الـ20 والـ30 عامًا.

وللإطلاع على الأجواء التي سيطرت على الدورة، كان لموقعنا أحاديث خاصّة مع عدد من الطّلاب عبّروا من خلالها عن الدافع الذي حثّهم إلى المشاركة في الدورة فـ "أناستازي نجم"، كندا قالت: "اشتركت بالدورة لأتعرّف أكثر على تراث وثقافة لبنان والتجربة كانت أكثر من رائعة".

أمّا "كاميليا طوق"، سيدني- أستراليا فأردفت: "تحدثوا لي الكثير عن لبنان، إلا أنّني أردت القدوم إليه واكتشفت أنّه بلد جميل جدًا وأنّ الإعلام لا ينقل إلا الصورة السيئة عن وطننا".

وبدورها "شانتال عبيد"، كندا فأكّدت: "إنّها المرّة الثانيّة لي في لبنان، التجربة مذهلة والأفضل في حياتي فبنينا من خلالها علاقات صداقة من العالم كلّه". 

ومن جهّته "جو قزي"، تورونتو- كندا فعبّر: " أردت المشاركة في الدورة لأتعرّف أكثر على جذوري اللبنانيّة، ورأيت أنّها فرصة جميلة لأقابل أشخاص من بلاد مختلفة أتشارك وإيّاهم الثقافة والدين".

و"ميغال غايتان"، المكسيك قال: "لبنان بلد جميل، أكثر ممّا اعتقدت، فالمناظر فيه خلابّة: لقد سرق قلبي. التجربة كانت أشبه بحلم يتحقق".

و"جاد مطر"، سيدني- أستراليا فلفت: "دورة المؤسسة المارونيّة للإنتشار سمحت لي بالإطلاع على تاريخ وطني ومذهبي وعلى هويتي اللبنانيّة".

انتهت الدورة الأسبوع الماضي واختتمت بحفلة تخرّج الطّلاب ليعود بعدها كلّ متحدّر إلى بلده حاملًا معه تراث بلده الأم لبنان وثقافته وتاريخه.