دينيّة
26 تموز 2020, 07:00

خاصّ- هل في وقت المِحَن رفعتم رؤوسكم وأنظاركم شاخصة إلى الرَّبّ؟

غلوريا بو خليل
"الرَّب يسوع مُمتلئ من الرّوح القدس وفي انقياد دائم لهُ، انقاد بالرّوح القدس إلى البرِّيَّة لكي يتجرَّب وهو يقوده الآن إلى منطقة الجليل من أجل إعلان الكلمة. بفضل روح النُّبوءة، حضورهُ هو حضور جاذب للمؤمنين وكانوا في شغف عظيم من أجل سماع كلمته." بعبارات تحدّد الجوّ العامّ للأحد التّاسع من زمن العنصرة الذي يتحدّث خلاله القدّيس لوقا في إنجيله (4/ 14 – 21) عن برنامج الرّسول، استهلّ كاهن رعيّة بشلّلي في أبرشيّة جبيل المارونيّة الخوري روجيه كرم حديثه الرّوحيّ لموقعنا.

وأعقب مستطردًا: "برنامج الرَّبّ يسوع هو بناء ملكوت الله، الرَّبّ يسوع يُعلن عن قوَّة الكلمة الَّتي تلمُس قلوب المُؤمنين وتُحقِّق عمَلَها في منح الشِّفاء والحلول لجميع المُعضلات. الكلمة تُعطي التَّعزية للمساكين، الكلمة الَّتي تشفي الجراحات، الكلمة الَّتي تُحرِّر، الكلمة النّور الَّتي تُبدِّد الظُّلُمات، الكلمة الَّتي تُشدِّد النّفوس وتَدعَمَهُم من أجل المُجاهرة الإيمانيَّة."

وإسترسل الخوري كرم بالشّرح قائلًا: "يسوع في تَتْميم نُبوءة أشعيا يتجلّى حُضورهُ كصاحب سُلطان المُشتَرِع وجاذب النُّفوس بِتَعليمه الهادفة إلى أنْسَنَة البشر. العيون شاخصة إلى الرَّبّ يسوع هذا، مِمّا يُوَجِّهُنا لكي نَنْظُر وتشخُص أنظارُنا إلى الرَّبّ يسوع في كلّ وقت نختبِر أزمة تَهُزّ كياننا، كلّ من يرفَع رأسه إلى العلاء وينظُر إلى الرَّبّ يبْرَأ. يسوع النَّبيّ بامتياز يُعلن كلمة نبويَّة، فإنَّ تَتْميم النُّبوآت يتحقَّق الآن في شخصه لأنَّ وعد الرَّبّ لا يُؤجَّل، لأنَّ محبَّته تفرح في تَتْميم رغباته الصّالِحة اليوم: "اليوم وُلِدَ لكُم المُخلِّص، اليوم حصل الفرح والخلاص لهذا المنزل، اليوم تكون معي في الملكوت، اليوم قد تمَّت هذه النُّبوَّة في مسامعكُم...".

وإختتم كاهن رعيّة بشلّلي حديثه بعبرة للعيش متسائلًا: "هل اختبرتُم مسحة الرّوح القدس في حياتكم وهل تمَّمْتُم العمل بِموجب السُّلطان الَّذي مُنِحَ للمُؤمن من أجل خدمة البشارة؟ هل في وقت المِحَن والأزمات والوباء والأزمة الاقتصاديَّة، رفعتم رؤوسكم وأنظاركم شاخصة إلى الرَّبّ لاختبار الحلول الَّتي تُمنح من السَّماء؟ هل تؤمنون أنَّ وعد الرَّبّ هو أمين وصادق لا يغِشّ ولا يُغَشّ، وأنَّ عمل الحُبّ يتحقَّق الآن ولا يُؤجَّل؟