خاصّ - من هو زكّا وكيف حلّ الخلاص في بيته؟
وتابع قائلًا: "وصل يسوع إلى أريحا وبدأ يجتازها. هو لم يأتِ أريحا كي يستقرّ فيها، إنّه يمشي وكأنّ به يفتّش عن أحدٍ ما، ويريد أن يصل إليه ويلتقيه.
زكّا، ومعنى اسمه الطّاهر، لم يُشبع قلبَه كلُّ المال الذي جمعه، يبدو أنّه يبحث عمّن يرفعه من الهوّة التي وصل إليها في حياته الدّينيّة والاجتماعيّة. لم يجد أعلى من شجرة الجمّيز كي يبحث بحشريّته عن ذاك المعلّم الذي كان مزمعًا أن يمرّ من هناك.
الرّغبة عنده بلقاء يسوع ظاهرة، وملحّة: بالرّغم من قصر قامته، صعد إلى شجرة، وتخطّى ظروف المكان المزدحم، وظروف حكم النّاس عليه وكرههم له."
وأضاف الأب ناصيف: "هذه الأمور قرأ فيها يسوع إرادة زكّا في أن يتبرّر وينال الغفران ويغيّر حياته. إذا كان عند زكّا ظمأ وفراغ وإرادة بحث، فعند يسوع ملء الحياة والبحث عن الخروف الضّال. يسوع لا يعرف اللّامبالاة، هو يلاحظ كلّ شيء، لذلك لم يتجاهل زكّا، فرفع نظره نحوه وناداه باسمه: "يا زكّا"، فالرّبّ يعرف كلّ واحد منّا باسمه. ثم قال "إنزل سريعًا"، فلقاء الحبّ لا يمهل. "سأقيم في بيتك": دخل بيته، أيّ دخل عمق حياته وحميميّتها."
وأردف الأب ناصيف: "إستعجل يسوع زكّا كي يدخل بيته حاملًا له الشّفاء، فكان حماس زكّا وفرحه، علامتان على توبته وخلاصه، فوقف واعترف بصدق وتخطّى الخوف وتحرّر من خطيئته. أعلن توبته أمام كلّ الحاضرين ورغبته في عيش المحبّة والعدالة. لقد حلّ الخلاص في هذا البيت، تكرّس وصار كنيسة، حضر فيه الله بعد أن كان منزل خاطئ مرفوض."
وإختتم مستخلصًا عبرة من هذا الإنجيل لنأخذها معنا زادًا لحياتنا وهي أنّه "بمجرّد تفاعل بسيط مع يسوع، نصل إلى أمور لم نكن نتوقّعها. يتحوّل قلبنا إلى بيت قربان يحمل يسوع، ويصير مسكن الله."