ثقافة ومجتمع
28 أيلول 2016, 13:00

خاصّ- من دواخين زوق مكايل.. دُخانٌ أبيض؟

تمارا شقير
يُغطي الدُّخان الرّماديّ والسُّخام الأسود منطقة زوق مكايل، فانبعاثات معمل الزوق الحراريّ تعبق في المحلّة لتصبح "خبز السُّكان اليوميّ" معرضةً حياتهم للخطر فيتنشقون هواءً ملوّثًا يحمل أمراضًا متنوّعة.

من المؤكّد أنّ لا حلّ جذريّ لهذه المعضلة، إلا أنّ اتحاد بلديات كسروان الفتوح وبلدية زوق مكايل لم يتوقفا يومًا عن العمل للحدّ من أضرار هذا المعمل. وحفاظًا على صحّة وسلامة أهالي المنطقة، أكّدت البلديّة في حديث خاصّ مع موقع "نورنيوز" أنها، بالتعاون مع السُّكان، قامت بتحركات عديدة للحدّ من المخاطر، أبرزها قطع الأوتوستراد والاعتصام أمام مبنى شركة الكهرباء. كما عملت البلديّة جاهدةً مع ادارة المعمل لإيجاد منفذٍ صغير يُخفف من الأضرار الناتجة عن الدواخين باستخدام مصافٍ للتخفيف من الدّخان المتصاعد من الأعمدة الكهربائيّة.

من جهة أخرى، وعلى الرّغم من كلّ الإصلاحات التي أُجريت، ما زال التلوّث سيّد الموقف الأمر الذي أوضحه الأهالي في حديث مع موقعنا فـ كوزيت درغام مثلاُ تعاني من السُّخام الأسود الذي يُغطي شرفة منزلها مؤكدة أنّها تعجز في غالبية الأوقات عن نشر غسيلها في الخارج معلّقة " الكراسيّ والبلكون مغطاية بشقف سود من الدّواخين".

بدوره يورغو يونس يقول إنّ الدّخان المنبعث من الأعمدة الكهربائيّة قاتل ويُسبّب تلوّث الهواء مشيرًا إلى أنّ الغبار تُغطي المنطقة كافةً: "ما فينا نفتح شبابيك من الغبرة ومن الريحة يلي بتصدرا العواميد".

أمّا ادغار سلامه فأخبرنا أنّ الأضرار الناتجة عن دواخين الزوق هائلة لافتًا إلى أنّ أهالي منطقة أدونيس يتضررون أيضًا: "كل الهواء ملوّث ومليان أمراض سرطانيّة وتنفسيّة، مش مقبول نضل عايشين بهيك حالة".

على الرّغم من وجود بعض الحلول للتخفيف من أضرار هذه الأزمة إلا أنّ جميع سُكان زوق مكايل معرضين لإصابتهم بالأمراض السّرطانيّة والصّدريّة والحساسيّة. فإلى متى وإلى أيّ مدى سيتحمّل هؤلاء أعباء الدّواخين وهل سيشهدون تصاعد الدّخان الأبيض عوضًا عن الأسود آملين نهاية هذه المعضلة؟