دينيّة
02 كانون الثاني 2019, 14:00

خاصّ- من العراق قدمت ونذرت ابنتها لمار شربل، فماذا حصل؟

ريتا كرم
عانت عائلة عامر صومو ما عانته سائر العائلات العراقيّة، بسبب تنظيم الدّولة الإسلاميّة، فتهجّرت من أرضها إلى شمال العراق وذاقت نتيجة ذلك الأمرّين. إلّا أنّ مأساتها لم تقتصر على ذلك، فظهرت، في العام 2015، على ابنته داليانا آثار المرض، فظنّ وزوجته أنّها نتيجة الخوف الّذي طرأ على حياتهم، غير أنّ الرّأي الطّبّيّ حكم بإصابة الفتاة بسرطان في الغدد اللّمفاويّة.

 

العلاج لم يكن متوفّرًا في العراق، فاضطرّت العائلة إلى السّفر إلى تركيا حيث خضعت لجلسة واحدة بالعلاج الكيميائيّ، قبل أن تقرّر العائلة السّفر إلى لبنان والاستقرار فيه ومتابعة العلاج هناك.

وتخبر هدى والدة داليانا في حديث خاصّ لموقع "نورنيوز" الإخباريّ، أنّ علاج ابنتها تطلّب قصّ شعرها، وبعد طول محاولات في إقناع الفتاة لقصّه، رفعت الأمّ نذرها إلى الله بشفاعة مار شربل، وقرّرت أن تقدّم شعر طفلتها له خلال زيارة تقوم بها إلى ضريحه في عنّايا فور وصولهم إلى لبنان.

وهكذا كان! وصلت العائلة إلى لبنان في العام نفسه، ووفت الأمّ نذرها، وتابعت داليانا علاجها في مستشفى الجعيتاويّ بإشراف طبيب الأطفال د. إيلي بشارة، حيث خضعت لجرعات علاجيّة مدّة ثلاث أشهر. أشهر لم تخلُ من قطرات إيمان كبيرة وتضرّعات جمّة رفعتها الوالدة وابنتها إلى قدّيس عنّايا.

إيمان ساعد العائلة على تخطّي تلك المرحلة الدّقيقة والصّعبة، إيمان كان لا بدّ منه بالرّغم من جزم طبّيّ أنّ حظوظ الشّفاء تصل إلى 90%. هذا الشّفاء الّذي تمّ حقًّا باجتهاد طبّيّ ربّما ما كان ليتمّ لولا الإيمان القويّ والقويم الّذي حملته العائلة في قلبها من العراق إلى لبنان.

غير أنّ قصّة داليانا لم تكتمل فصولها، بل ها هو حلم يتوّج خبرتها الرّوحيّة العظيمة، إذ تروي والدتها أنّ مار شربل ظهر لها مرّتين قبل أسبوعين. ففي المرّة الأولى كان ينظر إليها ويفتح عينيه ويغمضهما، وفي المرّة الثّانية، ظهر لها ممدّدًا على فراشه فجثت داليانا أمامه وما كان من حبيس عنّايا إلّا أن قام وجثا بدوره أمام الفتاة وأمسك بيدها من دون أن يخاطبها.

وهكذا فإنّ عائلة صومو الّتي تسلّحت ولا تزال بإيمان كبير لا يمكن أن تهزّه شدّة، قصدت مار شربل بعد زيارات لم تتوقّف، وفي ذاكرة ابنتها اختبار روحيّ عظيم وحلمان لا يمكن أن تنساهمها، وسجّلت شهادتها في سجلّ الدّير بتاريخ 22 ك1/ ديسمبر 2018.