دينيّة
25 آذار 2020, 08:00

خاصّ- مناجاة قلبيّة من الأب أبي عون إلى سيّدة البشارة، ومضمونها...؟

تيلي لوميار/ نورسات
"يا مريم، يا سيّدة البشارة، يأتي عيدك هذه السّنة، عيد البشارة، ونحن معشر المسيحيّين وشعوب العالم أجمع، نرزح، بقلقٍ واضطراب، تحت وطأة داء وباء كورونا وثقلِ انعكاساته." بهذه الكلمات استهلّ كاهن رعيّة سيّدة التّلّة في دير القمر الأب جوزف أبي عون تأمّله لموقعنا مناجيًا سيّدة البشارة في ذكرى عيدها والعالم يرزح تحت وطأة الكورونا.

وأردف قائلًا: "في هذا التّاريخ من كلّ عام، في الخامس والعشرين من شهر آذار، نستبشر خيراً ونحتفل بذكرى مجيء الملاك جبرائيل إليكِ من لدن الرّبّ الإله وإعلامك بالبشرى السّارة التي فرّحتِ الشّعوب وغيَّرت مسارهم وتاريخهم: أنّه سيحلّ عَلَيْكِ الروحُ القدس، وتحملينَ، وتلدين ابناً، وتسميّنه يسوع، وهو القدّوس الذي يُدعى ابن الله."

وأضاف: "نريد يا مريم، يا سيّدة البشارة، رغم كلّ شَيْءٍ، أن نستبشر أيضًا خيرًا، فننظر إليك بالتّضرّع والتّوسّل، ونرى بحلول عيدك السّعيد، بشارةً جديدةً سارّة من السّماء، تشجّعنا وتشدّدنا وتعزّينا.

ذكّرينا يا مريم، يا سيّدة البشارة، أنّ هذه البشرى السّارة، وهي الوعد بالخلاص للشّعوب كافةً، كان لها الكلفة العالية على خيارِات حياتِكِ والثّمن الغالي في التزامِكِ، إذ سيقولُ لكِ سمعان الشّيخ في تقدمة ابنكِ الطّفل يسوع إلى الهيكل: وأنتِ سيجوزُ سيفٌ في قلبِكِ. 

فكنتِ أنتِ، أنتِ، من البشارة إلى الصّليب، تلكَ المرأة الطّيّبة المتواضعة، والشّجاعة الوفيّة، التي لم تتمكّن صعوبات الزّمان، ولا مشقّات الالتزام، ولا حتّى صمتِكِ المندهش أمام أحداث رافقت إبنِك يسوع، أنْ تُزعزع قرارَكِ، أو يساوره الشكّ، بما كنت قد أبديتيه في البشارة، بملء إيمانِك وحبّكِ وإرادتك، أن تكوني مطيعةً حتى النهاية، حينما أجبتِ الملاك: أنا أمةُ للرّبّ فليكن بحسب قولِكَ.

ساعدينا، على مثالكِ، وأنتِ المثال والقدوة، على أن نقرأ، في كلّ ما يحدث معنا وفِي العالم أجمع، إرادة الله الخلاصيّة وعلامات الأزمنة لملكوته السّماويّ. علّمينا أنّ الحبّ يحملُ في طيّاته ورود البشارة وأشواك الصّليب، وأنّ شعرةً واحدة من روؤسنا لا تسقط بدون علم أبينا السّماويّ."

وتابع: "يا مريم، يا سيّدة البشارة، في عصفِ ما نعيشُ وما نمرّ به في هذه المرحلة الصّعبة من حياتنا، نلتجئ إليكِ، كما التجأ آباؤنا وأجدادنا الأقدمون، ونعيدُ الصّلاة التي صلّوها وهم تحت سيف الاضطّهاد والاستشهاد: "في ظلّ حمايتكِ، نلتجئ إليكِ يا والدة الله القدّيسة، فلا تغفَلي عن طلباتنا عند احتياجنا إليكِ، لكن نجيّنا دائمًا من جميع المخاطر، واليوم من مخاطر كورونا، أيّتها العذراء المجيدة المباركة. تضّرعي لأجلنا يا والدة الله القدّيسة، يا سيّدة البشارة، لكي نستحقّ مواعيد المسيح".

وإختتم الأب جوزف أبي عون تأمّله متضرّعًا: "يا سيّدة البشارة، يا شفاء المرضى، إشفي بنِعمِ ابنكِ يسوع، وأنتِ أمّ النِعم الإلهيّة، المصابين بداء وباء كورونا، عزّي المحزونين، ساعدي الأطبّاء والممرضّين والمسعفين في مواجهة هذا الدّاء بعلاجهم للمرضى. وإغمرينا نحن شعبَك بوشاح أمومتِك الإلهيّة، فنسبّح معكِ ونشكر الثّالوث الأقدس الآب والإبن والرّوح القدس الإله الواحد. آمين."