ثقافة ومجتمع
01 آب 2016, 14:24

خاصّ- متقاعدو الجيش اللّبنانيّ.. قاعدة الشرف والتضحية والوفاء

تمارا شقير
"من بيتي ودّعني وقلّي بخاطرك نحنا رايحين، قلتلو خليكُن عنّا نحنا فيكُن مَحميين، جاوبني الأمر وصلنا، نحن العسكر ما منسأل، تراب الوطن كلّه إلنا، نِحمُل خيمنا ونِرحل بزوايا الوطن الأربع متل الشجر مزروعين” (غدي الرحباني)..

أحبوا الوطن حبًّا عظيمًا دفعهم إلى التمسك بأرضه متشبّثين بترابه، فهم "متل الشجر مزروعين" لحماية كلّ رقعة منه.. "متل الشجر مزروعين" لتزهّر أبناءً يمثلون ثمارًا صالحة تتنفس هواء يبث شرفًا وتضحيةً ووفاءً.. "متل الشجر مزروعين" لتبني بأغصانها المتشابكة سورًا منيعًا يصون الحدود..

 هم أبطال لبنان، يحاربون ويستشهدون حفاظًا على سلامة المواطنين.. هم أبناء المؤسسة العسكريّة اللّبنانيّة، هم الجيش اللّبنانيّ.

كثيرون هم من التحقوا بها وتدرجوا من رتبة معاون الى مؤهل ليتخرّج بعضهم  منها ضباطًا، وهي اليوم تحتفل بعيدها الواحد والسبعين، سنوات عمل فيها أفرادها بجهد لامتناه، بشرف وتضحية ووفاء.

كثيرة هي العائلات اللبنانيّة التي خدمت لبنان عسكريًا مقدّمة أكثر من فرد أركانًا في الجيش. عائلة درغام واحدة منها كان لموقع "نورنيوز" فرصة لقاء ولديها المتقاعدين ميشال ونجيب.

المعاون ميشال درغام اختبر في الجيش فرحًا وعذابًا: "كنّا عشية عيد الإستقلال نسير على الأقدام من مبنى وزارة الدفاع القديم عند المتحف بالمشاعل وصولاً الى الروشة حيث كان يحيط بنا المواطنون مصفّقين وفرحين. إلا أنّ المعاناة لم تكن سهلة فالغياب عن العائلة والأولاد لأسبوعين في الأيام العادية أو لستة أشهر خلال الحرب أمرٌ صعب ولا يستهان به. المؤسسة هي الأجمل، حبّي لها لامتناهٍ ووفائي أيضًا فأنا أحب جيشي، ولا أحد سواه".

أما المؤهل الأوّل نجيب درغام، فيرى أنّ "لولا الجيش ما في وطن" مؤكدًا أنّ المحبّة بين الأفراد أساسية لاستمرارية هذه المؤسسة وأنّ كل التركيز يصبّ في تلبية نداء الواجب. اذ يتذكر نجيب احدى الليالي التي خدم خلالها في منطقة تبنين حيث كان نائمًا ليتفاجئ عند الصباح بحراسة أخيه الموقع.

متقاعدون كثر قدموا عطاءات وطنيّة لا تزال ذكرياتها ترافقهم حتى اليوم، فبالنسبة الى العريف منير عيسى، إنّ الجيش "دمه"، وإنّ خدمة الوطن هي من أهمّ الإنجازات التي قام بها في حياته، خدمة كان فيها التعايش سيّدًا: " كنا نكون ثماني ناكل كلنا بفرد ملقعة ما حدا يعرف مسلم أو مسيحي". وختم عيسى كلامه طالبًا من الله حماية الجيش في عيده.

"كلنا فِدا الجيش وأنا عمري 70 سنة مستعد أخدم مع الجيش اذا لزم الأمر"، بهذه الكلمات عبّر الرقيب المتقاعد حنا كرم عن وفائه لمؤسسة الجيش اللبناني، فالجيش هو كل شيء بالنسبة إليه و"لولاه ما كنّا قادرين نعيش اليوم".

ذكريات هؤلاء المتقاعدين ثمينة وكلماتهم كفيلة بنقل محبّتهم ووفائهم لهذه المؤسسة، فهم من خدموها بشرف وتضحية لسنوات عديدة ومن أقسموا بالقيام  بواجبهم الكامل حفاظًا على علم بلادهم وذودًا عن وطنهم لبنان. ومن موقع "نورنيوز" ألف شكر وتحيّة للعين الساهرة، ألف شكر للجيش اللّبنانيّ في عيده الواحد والسبعين.