خاصّ- مبارك: "لمّا بيخلصو الزّيتات ما بياخد معه الإنسان إلّا أعماله"
وتابع قائلًا: "فإن صحّ أنّ ما يوصي به يسوع هو السّهر وعدم النّوم فهذه الآية "نعسن جميعهنّ" (25/ 5) واضحة، والمعنى الصّحيح هو الاستعداد بالمعنى ذاته الذي نقراءه في الفصل (24/ 42) عندما يوصينا يسوع قائلًا "إسهروا إذًا لأنّكم لا تعلمون أيّ يوم يأتي ربّكم" ويكمل في الفصل (24 /44) موصيًا "لذلك كونوا أنتم أيضًا مستعدّين ففي السّاعة التي لا تتوقعونها يأتي ابن الإنسان".
وأردف: "إذًا هذا المثل، يشدّد فيه يسوع على السّهر الرّوحيّ والجهوزيّة المستمرّة في الجهاد باستعداد لا يميل تحضيرًا لمجيء العريس مهما تأخّر، وهذا العريس هو يسوع عريس تلك العذارى أيّ تلك النّفوس المؤمنة به والتي بزيت مصابيحها أيّ بحكمة التّصرّف في الحياة والعمل بمشيئة الرّبّ ووصاياه، لكي يكون لنا النّصيب للدّخول إلى عرسه أيّ الملكوت. وهذا التّأمل يدفعنا لنتذكّر المثل الذي أعطاه يسوع في متّى (7/ 24 – 27) عن الرّجل الحكيم الذي بنى بيته على الصّخر والرّجل الجاهل الذي بنى بيته على الرّمال، فالأوّل لم يتزعزع رغم العواصف والسّيول لأنّه له أساس متين والثّاني انهار لأنّ أساسه واهي!".
وحثّنا الخوري مبارك في ختام تأمّله على أن نكون مستعدّين بإيمان ورجاء، فقال: "نعم يا أحبّاء، يقول مثلنا الشّعبيّ المأثور: "لمّا بيخلصو الزّيتات ما بياخد معه الإنسان إلّا أعماله"، فلنسعى جاهدين بقوّة الرّبّ رغم صعوبات وصلبان حياتنا وخصوصًا في هذه الظّروف الظّلاميّة، لنكون مستعدّين لتلك اللّحظة الرّهيبة والفرحة في آنٍ. لحظة تجمع هيبة اللّقاء بعريس نفوسنا وفرح الدّخول في مجد عرسه الأبديّ أيّ في الملكوت، فما نمرّ به في هذه الأيّام ينهك قوانا الجسديّة والرّوحيّة ويدفعنا إلى النّعاس أيّ إلى الاستسلام في بعض الأحيان والحكيمات تعبن ونعسن، ولكنّ الفرق كان في الجهوزيّة والاستعداد. مار بولس يشجّعنا ويقول: "إغضبوا ولا تأثموا ولا تغرب الشّمس على غضبكم"، فلا نسمح لأيّ إنسان وأيّ ظرف أن يجفّف زيت استعدادنا أو يضعف إيماننا، ففي الصّليب خلاصنا، به نقهر أعداءنا الخفيّين والظّاهرين بقوّة من صلب عليه وحوّله جسر عبور من الموت إلى القيامة."