دينيّة
02 حزيران 2019, 07:00

خاصّ- ما هي وصيّة يسوع الجديدة؟

ها قد وصل زمن القيامة المجيدة إلى خواتيمه حاملًا وصيّة المحبّة المتجسّدة بيسوع المسيح من خلال إنجيل يوحنّا (13/31-35) لبناء إيماننا والثّبات عليه، فنكون مسيحيين بحقّ واستحقاق، وتكون بالتّالي شهادتنا مثمرة وحقيقيّة. وللتّوغّل أكثر في هذه الوصيّة الجديدة والأساسيّة في حياتنا المسيحيّة، كان لموقع "نورنيوز" الإخباريّ حديث مع خادم رعيّة مار زخيا عجلتون الخوري بولس الياس الرّيفونيّ الذي أبحر بنا إلى عمق محبّة الرّبّ اللّامتناهية فتأمّل قائلًا:

 

"إنّه المعلّم يسوع المسيح، الآتي باسم الرّبّ، ليزرع في أفكارنا وعقولنا وقلوبنا وصيّة عهد الخلود، "المحبّة"، ويدعونا بقيامته لنفرح بالفداء والغلبة، بالغفران والعبور، ولنفرح بالنّور إلى الأبد."

وتابع الخوري الرّيفونيّ تأمّله التّعليميّ، فأردف شارحًا: "مع الأحد السّابع والأخير من زمن القيامة، تتوقّف الكنيسة عند أهمّ صفحات الإنجيل الّتي تحمل وصيّة يسوع الجديدة: "أن نحبّ بعضنا البعض"، وهي امتدادٌ للمحبّة الإلهيّة لنا. إنّها قاعدة الحياة الجديدة بالمسيح يسوع الّذي أمرنا بمحبّة الأعداء، وجعل حُبّنا للقريب من حُبّنا لله، وجعل محبّتنا بعضنا لبعض علامة الأزمنة الجديدة. فبدون هذه المحبّة الإنجيليّة لا يمكننا أن نكون تلاميذ يسوع الّذي يحبّنا كما نحن. وفي كلّ مرحلة من مسيرتنا يحبّ يسوع الممكن فينا، الممكن الّذي هو ارتداد، رجوع، حبّ، ونور. يحبّ مريم المجدليّة وهي بعد خاطئة لأنّه كان يواكب توجّهها صوب النّور كحدث رائع يستحقّ أن نتأمّل به على هذه الأرض. يحبّ زكّا الخاطئ، العشّار، المفتّش، ويرى كم رائع أنّ شخصًا مثل زكّا قادر أن يهزّ كلّ وجوده ويصبح صديق الفقراء."

وإستطرد خادم رعيّة مار زخيا ممعنًا بعمق المحبّة قائلًا: "نعم، إنّ الله يُحبّ في الإنسان الشّيء الّذي لم يوجد بعد، الّذي هو على وشك الولادة. أمّا نحن، فنحبّ في الإنسان ما هو موجود، كالفضيلة، والجمال، القيمة والسّلطة والمال... ولذا محبّتنا سريعة العطب وفيها مصلحة شخصيّة. أمّا الله بمحبّته في الإنسان الشّيء الّذي لم يوجد بعد، بإعطائه الثّقة يلده باستمرار، لأنّ الحبّ هو الخلاّق. وحده الحبّ يقودنا من الظّلمة إلى النّور، من عالم تجوبه حضارة الاستغلال والموت. فالله جعلنا أوصياء على بعضنا البعض بالمحبّة كدعوة مجّانيّة نستثمرها في عائلاتنا لحياة الشّركة والخير والسّعادة والرّسالة. إنّ كلمة "حبّ" تصبح "بَحْ" إذا عكسنا قراءتها، والحال أنّ عمق وصيّة يسوع الجديدة، هو الشّفافيّة والشّغف في الخدمة الزّوجيّة والكنسيّة والوطنيّة. فليس هناك من كلمة فاعلة من دون "المحبّة":

الكلمة ليست فقط للتّاريخ بل للمحبّة؛

الكلمة ليست فقط للعلم بل للمحبّة؛

الكلمة ليست فقط للفلسفة واللّاهوت بل للمحبّة؛

المحبّة أوّلا؛

المحبّة موصلة إلى تعارف؛

المحبّة والتّعارف موصلان إلى الحقيقة."

وأكّد الخوري الرّيفونيّ أنّ "المحبّة لا تنضب، المحبّة باب الرّعيّة والقلوب، إنّها لقاء القديم بالجديد. إنّها الانطلاق برفقة المسيح سيّد الزّمن إلى أوسع أمداء مستقبل الميلاد والقيامة، الصّعود والعنصرة، بكلّها نبقى أحبارًا وكهنة وشمامسة وشعبًا نزرع حقول الإنجيل لنحصد أفراح الملكوت."

وإختتم خادم رعيّة مار زخيا عجلتون تأمّله متضرّعًا مصلّيًا "أعطنا ياربّ أن نبني علاقة حبّ معك ومع الجميع فنسمعك تنادينا من علّيّة أسرارك بلغة المحبّة. آمين."