ثقافة ومجتمع
08 نيسان 2016, 13:17

خاص- مايكل حداد.. "خطوة" ثابتة وإرادة لا تقهر

ميريام الزيناتي
"القوة لا تأتي من مقدرة جسمانية بل تأتي بها إرادة لا تقهر".. مقولة لـ"مهاتما غاندي" يؤكّدها اليوم الرّياضي مايكل حداد الذي استقطب إعجاب الملايين عبر التحديات الصّعبة التي يخوضها بالرّغم من إصابته بالشّلل، هو الذي تحدّى أقسى الظروف وسجّل أرقاماً قياسية بفضل قوّة إرادته وعشقه للحياة. فكيف وصل مايكل الى ما وصل اليه اليوم وماذا تُعلّمنا تجربته؟

مايكل الذي تحدّى الطّبيعة ومشى من غابة أرز بشرّي نحو أرز تنورين ليغرز "أرزة الرّب"، غرس في قلوب المشاهدين حبًا للمغامرة وعشقًا للتحدي، فالمغزى من، بطولات مايكل، هو تسليط الضّوء على أن الإعاقة الحقيقية ليست جسدية، بل حالة نفسية تتأصّل فعلياً في أنماط التفكير، ما أكّده البطريرك مار بشارة بطرس الرّاعي باعتباره أن "الإعاقة هي في القلوب والعقول المتحجّرة".

 أصيب مايكل بالشّلل في السّادسة من عمره، وأوضح في حديث لموقع "نورنيوز" الإخباري، أنه كان في البحرين عندما حاول قيادة الـ "جيت سكي" بمفرده ما سبب ارتطام ظهره بحائط المارينا وبالتالي إصابته بالشّلل من صدره حتى أسفل رجليه.

رفضُه للواقع واصراره على تحدي الشّلل دفعاه الى التخلّي عن كرسيّه النقال، فبالإضافة الى خضوعه لعلاجات فيزيائية طوال سنين عدّة ارتدى مايكل جهازاً تقويميًا علّه يستطيع المشي "ولو خطوة".

من "خطوة" الى العالمية..

يتكلّم مايكل عن التحديات والمغامرات التي خاضها بشغف ويوضح أنّه تخطّى الخوف وقبل السّقوط مراراً ليقف من جديد، ويؤكّد لموقعنا أنه ومن خلال تجاربه هذه أراد ترجمة رسائل عدّة بالأفعال وليس بالأقوال، فتحدّي الأرز، بحسب مايكل، رمز لمحبّته للبنان وللأرزة التي غرسها في قلبه قبل أن يغرسها في الأرض. أما تسلّقه صخرة الروشة، فكان رسالة الى العالم في يوم المحيط العالمي، رسالة مفادها أن العالم يعاني من إعاقة سببها التلوّث الذي أحدثه الإنسان. أما التحدّي الثالث الذي زاد من عالميته فهو تسلّقه القرنة السوداء، وهي أعلى قمة في الشّرق الأوسط".

مايكل، الذي استحق لقب "بطل التغير المناخي" يستعد اليوم، بالتعاون مع منظمة "Live Lebanon" التابعة للأمم المتحدة الى خوض مغامرة المشي على جليد القطب الشّمالي.

 كما سيكون له نشاطات عدّة حول العالم للتوعية حول أهمية الحفاظ على عالم مثالي يخلو من الشّوائب، وتجدر الإشارة الى أن مغامراته هذه سيعود ريعها الى جمعية "Live Lebanon" للمساهمة في تشجير لبنان.

شغف مايكل وولعه بالحياة، عشقه للمغامرة واختياره التحدّيات يضيف شيئًا من الرّوعة والمثالية الى عالم يتألّم بسبب الإرهاب والتلوّث، فهل نحن مستعدّون اليوم على مثال مايكل أن نتحدّى العقبات لنوصل لبناننا الى قمّم النجاح؟