دينيّة
21 أيلول 2019, 13:00

خاصّ- مار شربل: "طول ما هول حدّ قلبك ما تخافي!"

ريتا كرم
قبل نحو 3 سنوات عانت ميشلين شاهين الهندي من حرارة مرتفعة وكسل جسديّ دام 4 أيّام، ظنّت أنّهما بسبب فقر دم ونقص في الحديد لازماها طيلة 18 سنة. ضاقت الدّنيا بميشلين فحملت نوايا قلبها ورفعتها إلى الله بشفاعة مار شربل، وصلّت بإيمان كبير سائلة شفاءها.

 

في تلك اللّيلة وفيما كانت نائمة، رأت ميشلين مار شربل والقدّيسة رفقا في حلم. رفقا وقفت صامتة لم تتفوّه بأيّ كلمة، أمّا شربل فكان يقف بالقرب من خاصرتها لجهة اليمين وقد قال لها: "لا تخافي!". استيقظت ميشلين وفرح كبير يمتلكها، وثقة أنّ مار شربل سيشفيها من فقر الدّم ونقص الحديد.

مرّ أسبوع، بحسب ما تخبر ميشلين في حديث خاصّ لموقع "نورنيوز" الإخباريّ، وإذا ببطنها ينتفخ ما جعلها تدخل المستشفى وتجري فحوصًا طبّيّة كشفت عن وجود ورم، رجّح الطّبيب أنّها "الزّائدة" الّتي تضخّمت والتهبت لدرجة تكاد تنفجر، فكان لا بدّ من إجراء عمليّة جراحيّة فورًا.

وما أنّ شقّ الجرّاح البطن حتّى ظهرت كتلة كبيرة أرعبته فاستدعى طبيبًا متخصّصًا في الأمراض السّرطانيّة أكّد أنّ الكتلة هي سرطان خبيث وقاتل، فاستُؤصل بدلاً من الزّائدة، وأُخذ للزّرع.

وضع ميشلين دقيق جدًّا وصعب ويتطلّب علاجًا كيميائيًّا قال الطّبيب! وضع رفضته العائلة وبالأخصّ ابنة المريضة الّتي قالت له: "أنا رايحة عند حكيم أشطر منك!"، قاصدة بذلك القدّيس شربل.

ففي تلك اللّيلة عند الثّالثة فجرًا قصدت وشقيقها دير عنّايا، وطلبا من قدّيسه أن يغيّر نتيجة الزّرع وعادا أدراجهما وحرارة الإيمان تغلّف قلبيهما.

وبعد خمسة أيّام، وفيما كانت ميشلين تتابع تهيّأها للعلاج الكيميائيّ، دخل الطّبيب غرفتها مبتسمًا مبشّرًا العائلة: "الحمدالله عالسّلامة! فيكن تفلّوا!". فرحة الزّوج جعلته يشكر الطّبّيب، إلّا أنّ الأخير جزم أنّ لا دخل له بالشّفاء "إيمانكم خلّصكم! أشكر الله!"، غير أنّه من الضّروريّ إكمال الزّرع بالأشعّة تحت الحمراء وانتظار النّتيجة بعد 20 يومًا، لأجل اكتشاف مصدر هذا الورم والتّأكّد من أنّ كلّ شيء سليم.

مرّ عشرون يومًا ولا تزال ميشلين تصلّي وتتضرّع وتطلب علامة من مار شربل يطمئنها أنّه لا يزال يرعاها! وفي اليوم المنتظر، أقرّ الطّبيب عدم معرفة مصدر هذا الورم وأكّد عدم تفشّي السّرطان، وعدم حاجتها لأيّ دواء أو علاج، معترفًا بأنّ ما حصل هو تدخّل إلهيّ.

إنتظرت ميشلين سنة وعاودت كلّ الفحوص الطّبّيّة لتتأكّد من أنّ شفاءها أعجوبة، وقصدت في 20 ت1/ أكتوبر 2018 عنّايا وشهدت للأعجوبة الـ32 الّتي صنعها مار شربل بعد عيده. وهي تحتفظ اليوم بهديّة قدّمها لها مار شربل، هديّة ملموسة كانت علامة لرعايته لها في تلك الفترة، وجزم أنّه من شفاها. ففي إحدى ليالي المرض رأت مار شربل في الحلم يضع في يدها حبّة بخّور وقطعة من ثوبه وعشبة ويقول لها: "طول ما هول حدّ قلبك ما تخافي!"، وما أن استيقظت أخذت ميشلين أيقونة لمار شربل كانت قد اشترتها، وفتحتها لتضع البركة الّتي أتت بها من الدّير في داخلها، وإذا بها تتفاجأ بوجود البخّور والقماش والعشبة فيها، علمًا أنّها، لا هي ولا أحد من أفراد عائلتها كان قد وضعها، فتأكّدت بذلك أنّ مار شربل حاضر معها وأنّ بركته سترافقها أبدًا.