دينيّة
01 تشرين الثاني 2020, 08:00

خاصّ- ماذا يقول لنا الرّبّ في لقاء تقديس البيعة مع جميع قدّيسيها؟

غلوريا بو خليل
"هو أحد تقديس البيعة ويصادف معه مترافقًا عيد جميع القدّيسين. بالرّغم من سواد وعتمة الألفين والعشرين، يضيء لنا الله في رسائله كالنّسيم النّاعم، فيحدّثنا في صمتنا إذ يفتح أذهاننا للتّأمل في توافق هذين العيدين وتزامن فرحين لتكوين رسالة موحّدة. فماذا يقول لنا الرّبّ في لقاء تقديس البيعة مع جميع قدّيسيها؟". بهذه المقدّمة الشّاملة بعمقها استهلّ نائب معاون رعيّة سيّدة التّلة - دير القمر الأب روي عبدالله حديثه لموقعنا ليفتتح معنا السّنة الطّقسيّة في الكنيسة المارونيّة متأمّلين في إنجيل القدّيس متّى (16/ 13 - 20).

وأردف قائلًا: "هو جواب بطرس العفويّ والصّادق والصّريح ليسوع: "أنت هو ابن الله الحيّ". ولا يزال هذا الجّواب يتردّد صداه في سِيَرِ القدّيسين. وهل يمكن تقديس البيعة بدون قدّيسيها؟ وهل القداسة كلامٌ يُقال أم أفعالٌ تفعل؟ إنّ جميع القدّيسين ونحن معهم، إذا أردنا، يرون أبعد ممّا تراه البشريّة في حدود المادّة. فمن اعترف بألوهيّة المسيح الحبّ الأزليّ، وترجم هذا الاعتراف أفعالًا حيّة، لا بالقول فقط بل بأفعال تخرج الأقوال من عمقها، يحمل نور الحبّ والحقيقة في ذاته فينقلها عبر الأجيال ممّا يجعل الكنيسة بيعة مقدّسة ومتجدّدة في القداسة.

وأكمل الأب عبدالله لافتًا إلى أنّه "عندما دنّس الأغراب قُدس هيكل الله العظيم، عاد اليهود إليه ليجدوه مدنّسًا خرِبًا، فأضاؤوا فيه زيتًا عجائبيًّا، دامت ألسنته أكثر من المتوقّع، فكانت المدّة كافية لهم ليقوموا على ضوئها بتجديد هيكلهم وتقديسه. وحتّى يومنا هذا لا يزال هذا الزّيت يُعطي بدون أن ينضب، من خلال القدّيسين الذين ينيرون عالمنا بألسنة شهادتهم الحيّة، لكي يكون لنا الوقت الكافي لتقديس هيكلنا على ضوء قداستهم. إنّهم ينشرون السّلام والبشرى السّارة ويخبرون عن الرّجاء والفرح والإيمان الحيّ، كلّ حيّ، لكي تكون لنا فيهم صورة المسيح الحقيقيّة."

وأكّد الأب المريميّ مشدّدًا على "أنّ زيت التّقديس يجدّد البيعة دائمًا أبدًا في عمل كلّ واحد منّا، إذا نحن أردنا، فيبني ذاته القدّيسة على صخرة الحبّ فتكتمل البيعة في قدّيسيها."

وبرجاء عميق اختتم الأب عبدالله حديثه مصلّيًا "شكرًا يا ربّ على رسائلك السّماويّة الهيّنة واللّطيفة، المنسجمة مع حرّيّة الإنسان، التّي لا تتعدّى على مخيّلتنا ولا تقتحم فكرنا عنوة، بل تكلّمنا بصمتٍ، في حدث لقاء عيد تقديس البيعة مع عيد جميع القدّيسين، لنفهم في تأمّلنا أنّ سنة الـ٢٠٢٠ مهما بلغت قساوتها علينا، يمكننا أن نقدّسها إن نحن تقدّسنا."