دينيّة
28 تشرين الأول 2018, 08:00

خاصّ- ماذا يقول الأب ميشال عبّود عن الدّينونة؟

"ها هو الدّيّان العادل، يجلس على عرش مجده، وتُحشد حوله جميع الأمم. هو الّذي على أرضنا عرف الفقر والتّواضع، ولد في مذود وكان عرشه الصّليب. فلم يعرف به إلّا القليلون في مولده وتركوه الكثيرون وخصوصًا المقرّبين منه في لحظة آلامه وموته". هكذا بدأ الأب ميشال عبّود الكرمليّ تأمّله بإنجيل الأحد متّى 25/ 31- 46، ليتابع متأمّلاً:

 

"بما يحكم ويدين؟ على الحبّ والاهتمام بالفقراء والمعوزين. لم يحاسبنا كم من الكتب والمقالات كتبنا، ولا كم من المؤسّسات والجمعيّات أسّسنا، بل عن رؤيته في وجه المتألّمين والفقراء. ولكي أراه هناك، عليَّ أن أراه في ذاتي أيضًا، وأعيش حضوره فيَّ، ويمتلأ ذهني وقلبي من كلمات إنجيله، فلا أخاف من أن أصغي إليه يخاطبني في عمق قلبي مغيّرًا ملء كياني، فحينها أقدر أن أراه في وجه كلّ إنسان وخصوصًا المتألّم والمحتاج. مَن لا يعيش الصّلاة وحضور الله بالعمق، لا يقدر أن يصل إلى فعل الخير بمعناه الصّحيح. فلننظر إلى كبار القدّيسين الّذين طبعت حياتهم خدمة الفقراء والمعوزين، كم كانت للصّلاة وقع في حياتهم، جعلتهم يسمعون صوت الرّبّ في صمت قلوبهم ليسمعوا صوته يناديهم في أنين المتألّمين".

وهكذا فإنّ "خدمة وإعطاء الفقراء لهما وقعهما في الإنجيل" يقول الأب عبّود، "فإلى جانب الدّينونة على رؤية وجهه فيهم، نرى كيف يوصي يسوع الشّابّ الغنيّ بدعوته إلى الكمال عند قال له: "إذهب وبع كلّ ما تملك واعطه للفقراء، وتعال فاتبعني". وكيف دفع حضور يسوع في بيت زكّا العشّار إلى تغيير حياته، والتّفكير بالفقراء فقال: "سأعطي الفقراء نصف أموالي"."

هذا وأشار الرّاهب الكرمليّ إلى عبارتين لافتتين في إنجيل متّى حين قال أوّلاً: "تعالوا يا مباركي أبي رثوا الملكوت المعدّ لكم منذ إنشاء العالم"، معلّقًا: "نحن أبناء السّماء، ولسنا مخلوقين لتراب القبور". وثانيًا: "إذهبوا إلى النّار الأبديّة المعدّة لإبليس وجنوده"، خاتمًا تأمّله "أنّ جهنّم ليست لنا، بل لإبليس ومن أراد أن يتجنّد له. فكيف نخاف منها، ونحن أبناء من أوصى لنا بالملكوت".