خاصّ- ماذا يحمل لك اليوم الأوّل من السّنة؟
"في اليوم الأوّل من السّنة تتذكّر الكنيسة المارونيّة في ليتورجيّتها ختانة الرّبّ، وتسميته باسم يسوع، وهو يصادف اليوم الثّامن لميلاده كما ذكر القدّيس لوقا في إنجيله (لو 2/ 21). إنّ الختانة وتسمية الطّفل في اليوم الثّامن، هي ممارسة أقرّها العهد القديم (راجع تك17/ 10-11)، فالختانة كانت علامة الانتماء إلى الشّعب المرتبط مع الله بعهد، يلتزم فيه بأن يعبده وحده لا آلهة الوثنيّة. وكانت ترافق الختانة التّسمية، والإسم في الكتاب المقدّس يدلّ على رسالة صاحبه؛ لهذا السّبب سمّيَ الرّبّ الإله المتأنّس بيسوع ومعناه الله يخلّص، لأنّ رسالته هي إعطاء الخلاص للبشر. وقد حقّق ذلك بتجسّده وخصوصًا بموته وقيامته، فخلّص البشر من الخطيئة والموت وأشركهم في حياة الله المجيدة والأبديّة.
وأردف: "وفي العهد الجديد بطلت شريعة الختانة، وأصبح الدّخول في عهد مع الله والانتماء إلى الكنيسة جماعة المؤمنين التي رأسها المسيح، يتمّ عبر المعموديّة التي هي اشتراك في موت المسيح وقيامته، وعبور إلى الإنسان الجديد الذي يحيا على مثال السّيّد المسيح. والكتاب المقدّس يعطي معنى روحيًّا للختانة، فهي ختانة القلب أيّ تحرّره من عصيان الله وعيش الطّواعيّة له."
وتابع المطران معوّض: "وفي اليوم الأوّل من السّنة تصلّي الكنيسة الكاثوليكيّة من أجل السّلام. وكان قد دعا البابا القدّيس بولس السّادس في رسالة وجّهها في الأوّل من كانون الثّاني/ يناير عام 1968، إلى الاحتفال بيوم السّلام في الأوّل من السّنة المدنيّة ابتداءًا من سنة 1968. ودرجت الكنيسة الكاثوليكيّة على ذلك، وأصبح الباباوات يوجّهون رسالة حول السّلام في هذه المناسبة. ورسالة البابا فرنسيس لليوم الأوّل من كانون الثّاني/ يناير 2019، هي بعنوان: "السّياسة الجيّدة هي في خدمة السّلام"، وتظهر كيف أنّ السّياسة تخدم الإنسان وتبني السّلام، ولكنّها قد تتعرّض إلى سوء استخدام وتحوير لأهدافها من خلال الفساد، والغنى غير المشروع، والسّعي إلى البقاء في السّلطة بالقوّة، والعنصريّة."
وإختتم المطران جوزف معوّض حديثه قائلًا: "وفي اليوم الأوّل من كانون الثّاني/ يناير، نشكر الله على السّنة الماضية مع ما فيها من نِعَم، ونستغفره على الهفوات والخطايا، ونكل إليه السّنة الجديدة ونجدّد ثقتنا بأنّ الله الذي رافقنا في حياتنا، سيتابع مرافقته وعنايته لنا في الأيّام المقبلة لأنّه أمين في محبّته."