دينيّة
25 كانون الثاني 2017, 06:30

خاصّ- ماذا بعد أسبوع الصّلاة من أجل وحدة الكنائس؟

ريتا كرم
اليوم، تختتم الكنائس أسبوع الصّلاة من أجل وحدتها، رافعة شعارها "محبّة المسيح تحثّنا على المصالحة" (2 كور 5/ 14- 20)، بعد أن تأمّلت خلاله بمحبّة المسيح الّذي بذل ذاته على الصّليب من أجل شعبه، مصالحًا بذلك البشر مع الله مدخلاً إيّاهم بشركة بنويّة مع الآب بعمل الرّوح القدس؛ هذه المصالحة تقودنا إلى الوحدة في ما بيننا كجماعة المؤمنين. ولكن ماذا بعد أسبوع الصّلاة هذا؟

 

رئيس اللّجنة الأسقفيّة للعلاقات المسكونيّة المطران جوزف معوّض، أجاب عن سؤالنا في حديث خاصّ لموقع "نورنيوز" الإخباريّ، موضحًا أنّ المصالحة والوحدة مسيرة لا تتوقّف عند أسبوع واحد في السّنة، بل هي تتقدّم بمساعدة الحركة المسكونيّة فلا تكون صلاة جامدة أو لقاءً فولكلوريًّا؛ فـ"إلى جانب المسكونيّة الرّوحيّة الّتي تُترجم بلقاء الكنائس والصّلاة معًا من أجل الوحدة، هناك خطوات يجب القيام بها على مدار السّنة، مثل: الحوار اللّاهوتيّ والبحث في الحقائق الإيمانيّة المشتركة والخلافات وهو أساسيّ يساعدنا في التّلاقي على الحقيقة الواحدة، تعزيز المحبّة والأخوّة والاحترام بين الكنائس، والتّعاون في القضايا الاجتماعيّة والوطنيّة والبيئيّة... وعندما تعيش الكنيسة الوحدة يتوحّد المجتمع وتقوى روابط المحبّة."  

"الوحدة ليست مستحيلة لأنّ الله قادر على كلّ شيء" هذا ما أبداه المطران معوّض متفائلاً مشدّدًا على واجب المؤمنين من كافّة الكنائس "تقبّل الوحدة الّتي هي عطيّة من الله قبل أن تكون ثمرة الجهود البشريّة... فعلى إرادتنا أن تنسجم مع الإرادة الإلهيّة"، كما عليهم: الاعتراف بالهويّة المسيحيّة المشتركة، تقدير قيم كلّ الكنائس وإظهار الأمانة لكنيستهم.

إنطلاقًا من ذلك، وجّه المطران جوزف معوّض رسالة إلى المؤمنين عبر موقعنا متمنّيًا "أن نشترك جميعًا بأسبوع الوحدة خاصّة في الصّلاة الّتي تحرّك القلوب باتّجاه التّوبة والوحدة، وألّا نصلّي فقط في هذا الأسبوع وإنّما أن نحييه بجدّيّة وأن نسعى إلى وحدة الكنيسة في كلّ أيّام السّنة لا بل في كلّ لحظة متمّمين إرادة الله: أن نكون واحدًا."

هو إذًا أسبوع وينتهي، غير أنّ خلفه جهود بشريّة تُبذل ببركة الكنيسة، فاللّجنة الأسقفيّة للعلاقات المسكونيّة المنبثقة من مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان "تنسّق العمل المسكونيّ بين الكنائس الكاثوليكيّة وسائر الكنائس المحلّيّة على مدار السّنة، وتعزّز العمل من خلال مبادرات متنوّعة، مثل: دورات تنشئة، إصدار منشورات، لقاءات ومشاركة في مجالس أخرى تهتمّ بالعمل المسكونيّ كمجلس كنائس الشّرق الأوسط."

واليوم، وفي ختام، أسبوع الصّلاة من أجل وحدة الكنائس، نتلو مع كلّ المسيحيّين الموحّدين باسم يسوع، الصّلاة ونقول: "أيّها الرّبّ يسوع، يا من في ليلة إقبالك على الموت من أجلنا، صلّيتَ لكي يكون تلاميذك بأجمعهم واحدًا، كما أنّ الآب فيك وأنتَ فيه. إجعلنا أن نشعر بعدم أمانتنا، ونتألّم لانقسامنا. أعطنا صدقًا فنعرف حقيقتنا، وشجاعة فنطرح عنّا ما يكمن فينا من لامبالاة وريبة، ومن عداء متبادل. وامنحنا يا ربّ أن نجتمع كلّنا فيك، فتُصعد قلوبنا وأفواهنا، بلا انقطاع صلاتك من أجل وحدة المسيحيّين، كما تريدها أنتَ وبالسّبل الّتي تريد. ولنجد فيك يا أيّها المحبّة الكاملة، الطّريق الّذي يقود إلى الوحدة، في الطّاعة لمحبّتك وحقّك، آمين."