ثقافة ومجتمع
05 تشرين الأول 2016, 13:00

خاصّ - ماجد بو هدير: "لهذه الأسباب أختبر يسوع في حياتي"

ماريلين صليبي
إعلاميّ من الطّراز الرّفيع، مدرّس شاءت الصّدف أن نتغنّى بخبرته في اليوم العالمي للمدرّسين، هو ماجد بو هدير الذي غرف موقع "نورنيوز" من حياته الرّوحيّة المتعمّقة حديثَ أمثولاتٍ سامية في الدّين والإعلام والتّعليم.

 

"وُجود اختباري الرّوحيّ مع يسوع المسيح نتيجة حتميّة لوجود أرضيّة عائليّة مسيحيّة ذات إطار متماسك وأمثل"، هكذا وصف بو هدير منبع روحانيّته الأوّل مؤكّدًا أنّ والديه أمّنوا له حصانة متينة حدّدت اتّجاه البوصلة التي أوصلته إلى الحقيقة الإيمانيّة التّامّة.

"في المدرسة، كانت ساعات التّعليم الدّيني، بالنّسبة إليّ، المساحة الأجمل، إذ اختبرتُ فيها انجذابًا مميّزًا ليسوع المسيح". في البيت الثّاني أيضًا، تبلورَت مواهب بو هدير، فإلى جانب حبّه الاستظهار والإلقاء واللّغة العربيّة، طوّر بو هدير ميولًا صوب إنشاد التّراتيل: "التّرتيلة الأحبّ على قلبي هي أترك كلّ شيء واتبعني".

نضوج فكريّ ووإيمانيّ تبلور بدوره بانخراط بو هدير بالحركة الرّسوليّة المريميّة في تنشئة مسيحيّة رسميّة. لقاءات أسبوعيّة وجد بو هدير نفسه فيها، فأراد أن يكون عضوًا فعّالًا من خلال تطوّعه بالمدرسة الرّسميّة كمعلّم لـ"مادّة" التّعليم الدّينيّ.

التّدريس جزء لا يتجزّأ من حياة بو هدير إلى جانب الإعلام، فهو حاليًّا معلّم في مدرسة العائلة المقدّسة الفرنسيّة - جونية، يزوّد التّلاميذ بتعليم دينيّ يطالهم، إذ إنّ "المادّة" لا تتطلّب كتابًا ولا امتحانات، بل محاور تعطي طاقة لإكمال الطّريق، محاور يحاول بو هدير جعلها أقرب إلى التّوجيه والتّنشئة: "أقدّم للتّلاميذ أمورًا غير تقليديّة تشبههم وتجعلهم يعرفون كيفيّة تطبيق القيم في حياتهم. التّعليم الدّيني ليس مادّة بل هو وقت أحاول الإجابة فيه عن أسئلة الطّلّاب التي تتناول المخاوف والهواجس المستقبليّة".

مديرُ قسم الخدمة المجتمعيّة والتّوعية في جامعة سيّدة اللّويزة، يقوم بو هدير بنشاطات وخدمة مجتمعيّة يُبنى من خلالها الإنسان في الطّالب الجامعيّ ويحقّق مشاريع إجتماعيّة تتكامل مع اختصاصات الطّلّاب ومبادئ الجامعة المرتكزة على القيم الأخلاقيّة المتماهية مع الإلتزام والمسؤوليّة.

إلّا أنّ التّعليم الدّيني أفاد بو هدير شخصيًّا ونكّه حياته: "في الوقت نفسه الذي أعلّم فيه التّلاميذ، أنا أتعلّم وأستفيد أيضًا من أسئلتهم التي تجعلني أتماهى معهم فتحفّزني أكثر على الإجابة واستكمال الأحاديث".

إعلاميّ علمانيّ مشهور، يرى بو هدير في الإعلام رسالة، رسالة مادّتها الإعلاميّة بعيدة عن التّوعية المسيحيّة، من هنا أكّد بو هدير أنّ وسائل الإعلام مؤسّسات تبغى الرّبح أهدافها متنوّعة وسامية فهناك برامج سياسيّة وأخرى ثقافيّة، هناك برامج اجتماعيّة وأخرى ترفيهيّة، مستثنيًا تيلي لوميار ونورسات كونها محطّة هدفها مسيحيّ واضح ورسالتها مباشرة. ولفت بو هدير إلى أنّ الوسائل الإعلاميّة لا تبخل من جهة أخرى في التّغطيات العامّة للنّشاطات المسيحيّة والمقابلات مع رجال الدّين.

وفي سؤال عن سبب غياب البرامج الدّينيّة عن بعض الشّاشات المحلّيّة اللّبنانيّة، أوضح بو هدير أنّ المحطّات التّلفزيونيّة علمانيّة يتطلّب إنتاج برامجها الدّينيّة مبالغ ماليّة طائلة، مبالغ لا تغطّيها الإعلانات إنّما تتطلّب دعمًا مباشرًا. وأكّد بو هدير هنا أنّه من الضّروريّ ظهور مبادرة ما من مكان ما، مبادرة تفتح السّاحة الإعلاميّة أمام البرامج المسيحيّة، مشدّدًا على دور الكنيسة في هذا الخصوص.

جميلٌ هو التّمسّك بالقيم والمبادئ والتّعاليم المسيحيّة والإيمان القويّ والممارسة الحقيقيّة إلى جانب الشّهرة والحياة العمليّة اليوميّة، تمسّكٌ مثاليّ يعكسه الإعلاميّ ماجد بو هدير في ابتسامته الدّائمة وتواضعه المثيل، تمسّكٌ فريد لا تكفي إظهاره كلماتٌ، ومهما كثرت، تبقى شحيحة.