دينيّة
09 نيسان 2022, 07:00

خاصّ- لنتحضّر لعيد الشّعانين مع المطران معوّض!

غلوريا بو خليل
في خضمّ كلّ ما نعيشه في لبنان من قلقٍ وخوفٍ وفقرٍ يحلّ عيد الشّعانين لينفحنا بقليل من الفرح وكثير من الرّجاء. لكن تحضيرنا لهذه السّنة يختلف عن السّنوات السّابقة، فصحيح أنّ الضّيقة الاقتصاديّة حالت دون شراء الثّياب والشّموع المزيّنة بأجمل زينة كما اعتدنا في السّابق، لكنّنا في المقابل نتحضّر لاستقبال يسوع بشموع الأمل وبأغصان البركة ونخيل الانتصار في الحياة مع الرّبّ يسوع. والأهمّ أنّنا نتحضر له بتواضع أكبر يعكس رمزيّة العيد وصورته الحقيقيّة. وللوقوف عند جوهر عيد الشّعانين وأبعاده الرّوحيّة وتحضيراته الأساسيّة، كان لموقعنا شرح ليتورجيّ خاصّ لموقعنا من راعي أبرشيّة زحلة المارونيّة المطران جوزف معوّض.

"عيد الشّعانين هو تذكار دخول يسوع الاحتفاليّ والملوكيّ إلى أورشليم قبل آلامه وقيامته. وفهم معنى هذا العيد يساعدنا على أن نتحضّر له. نتوقّف حول معنى هذا العيد إنطلاقًا من إنجيل الأحد يو12/12-22، ومن اللّيتورجيا في رتبة تبريك أغصان الزّيتون والزّيّاح، ثم نتوقّف حول طرق التّحضير له. بهذه المقدّمة استهل المطران معوّض شرحه. 

وتابع موضحًا نقاط ثلاث: 

"- في الإنجيل: يروي لنا إنجيل يو12/12-22، دخول يسوع إلى أورشليم في الأيّام السّابقة لعيد الفصح. فاستقبلته الجموع، صغارًا وكبارًا، استقبال الملوك. ودلّ على ذلك حملُ أغصان النّخل التي بها يُستقبل الملوك المنتصرين، والهتاف بهوشعنا التي تعني أصلًا: خلص إذًا، وأصبحت تعبّر عن هتاف الفرح والتّأييد، ودلّ على ذلك أيضًا الإعلان صراحة أنّ يسوع هو الملك الآتي باسم الرّبّ. ثمّ أنّ يسوع نفسه أعطى علامة أنّه الملك المرسل من الله والآتي بتواضع وسلام عندما حقّق نبوءة زكريّا بدخوله على جحش ابن أتان (راجع زكريّا 9/9 وما يلي).

- في اللّيتورجيا: في قدّاس الشّعانين تبارك الكنيسة أغصان الزّيتون وتقوم بزيّاح، يهتف خلاله المؤمنون ليسوع قائلين: مبارك الآتي باسم الرّبّ. فكما استقبلته الجموع في أورشليم، كذلك نستقبله نحن من خلال الزّيّاح في حياتنا وكنيستنا ورعيّتنا، ونهتف أنّه هو ملكنا. هذا الزّيّاح مطبوع بالفرح لأنّنا نستقبل الملك يسوع. إنّه آتِ إلينا بطرق متعدّدة ولاسيّما بطريقة روحيّة غير منظورة، وعبر روحه القدّوس، وعبر القربان المقدّس.

- التّحضير لعيد الشّعانين: نتحضّر لعيد الشّعانين بطرق مختلفة ومتكاملة وهي:

  • التّأمل بإنجيل أحد الشّعانين وما قبله وما بعده؛ فكلمة الله الملهمة تساعدنا على فهم معنى الأحداث التي يقوم بها يسوع.
  • التّوبة؛ فبقدر ما يتوب المؤمن، بقدر ما يمكّنه ذلك من استقبال المسيح كملك في حياته، ومن اتّباعه. ويسوع، في بدء بشارته، دعا إلى التّوبة، حين قال توبوا فقد اقترب ملكوت الله.
  • التّوبة تحضّر المؤمن أيضًا ليقبل المسيح في القربان، فيجدّد العهد بالأمانة له في كلّ ما يفعل.
  • فهم معنى الزّيّاح في ليتورجيا الشّعانين؛ فالزّيّاح ليس للاستعراض، بل هو فعل إيمانيّ يقوم به المؤمن مع كلّ الكنيسة الحاضرة، ويعلن فيه معها أنّ يسوع هو ملكنا ونحن نستقبله بفرح."

وإختتم المطران معوّض شرحه بالقول "إنّ عيد الشّعانين هو الفرح بيسوع الملك والمخلّص، وتجديد العهد باتّباعه."