ثقافة ومجتمع
28 كانون الأول 2016, 15:00

خاصّ- لليلة رأس السّنة.. أسعارها الخياليّة

تمارا شقير
هي محطّةٌ سنويّة وليلةٌ ينتظرها الجميع في كلّ أنحاء العالم.. ليلةٌ يجتمع فيها الأقرباء والأصدقاء.. إنّها ليلةُ رأس السّنة الّتي يُوّدع بها المواطن سنة ليستقبل سنة جديدة.

في هذه اللّيلة، يرمي المواطن خلفه كلّ الأحداث الأليمة القاسية ويستقبل السّنة الجديدة وفي ذاكرته لحظاته الجميلة المليئة بالفرح والسّعادة آملاً أن تحمل له هذه السّنة النّجاح والمحبّة.

ولكن قبل الإحتفال واحتساء الكحول وكسر الأطباق الزّجاجيّة يقف المواطن حائرًا، فهل يمضي ليلة رأس السّنة في المنزل أم يسهر في أحد الفنادق أم يستأجر "شاليه" في إحدى المناطق الجبليّة بعيدًا عن ضجيج المدينة وزحمتها؟!

خيارات كثيرة تُطرح أمامه فالفنادق والمطاعم تتنافس على استقطاب العدد الأكبر من محبيّ السّهر لوداع السّنة، إلا أنّ غالبيّة المواطنين يعجزون عن تحمّل كلفة الحجوزات الباهظة، ففي لبنان تبدأ الأسعار من 200$ للشّخص الواحد لتلامس الـ1200$.

من هنا، تتفاوت آراء اللّبنانيّين، فمنهم من يفضّل البقاء في المنزل كجوزف نعمه لغلاء أسعار الحجوزات وتفادي المشاكل الّتي يمكن أن تقع نتيجة ثمالة بعض الشّباب. أسعار الحجوزات باهظة إذًا، إلا أنّ الخدمة رديئة وبطيئة، فغالبًا ما تُقدّم الفنادق والمطاعم طعامًا باردًا وغير طازج وشرابًا فاسدًا منتهي الصّلاحيّة، لذا يُصرّ البعض على البقاء في المنزل والإستمتاع مع الأصدقاء والعائلة على سبيل المثال عيدا نعمه الّتي أكّدت أنّ أولادها يسهرون طيلة العام في الملاهي والمطاعم إلا أنّهم يفضّلون تمضية هذه اللّيلة مجتمعين في أحد المنازل أو في "شاليه".

من جهة أخرى، لا يمانع البعض دفع مبالغ هائلة من المال لاستقبال السّنة الجديدة، فرامي فضّول مثلاً يعتبر أنّ ليلة رأس السّنة تأتي مرّة كلّ عام ولا يرى مشكلة في إنفاق مبلغ كبير من المال.ومارك صقر بدوره لا يكترث للأسعار، اذ بحسب قوله يستطيع تأمين كلفة أيّ سهرة كانت، إلا أنّه يُفضّل تمضية السّهرة مع عائلته في منزله ليستقبل العام الجديد.

"السّنة الجديدة على الباب"، والجميع منشغل في التّحضير لهذه السّهرة والأسعار خياليّة تفوق رواتب غالبيّة المواطنين، فإلى متى سيبقى المواطن يتحمّل أعباء بلده الغارق في بحر الفساد؟