ثقافة ومجتمع
15 حزيران 2017, 13:00

خاصّ- للمُسنين في زوق مكايل.. حكاية مختلفة

تمارا شقير
هم بركة المنزل وأساسه.. واجهوا الصّعاب وثابروا في حياتهم.. غمروا بعطفهم وحنانهم أولادهم، وباركوا الجميع بصلواتهم.. هم المُسنون، الّذين بعد عمر طويل من التّضحياة والعمل الشّاق باتوا بحاجة إلى رعاية خاصّة.

 

من هنا، وبهدف تأمين العناية والرّاحة لمن تعب في حياته وضحى وبذل نفسه من أجل الآخرين، أسّست شبيبة مالطا في لبنان نادي الـ"3ème age" في زوق مكايل لرعاية كبار السّن.

يفتح النّادي أبوابه من الإثنين إلى الجمعة ابتداءً من السّاعة الـ9.00 صباحًا حتّى الـ12.30 ظهرًا، فيأتي المتطوّع شربل صفير بالمُسنين من منازلهم، ويجتمع وإيّاهم في المركز لتلاوة الصّلاة، واحتساء القهوة وتبادل الأحاديث، ومشاهدة التّلفاز ولعب الورق، وتناول وجبة الغداء.

تربط شربل بالمسنين علاقة وطيدة ومميّزة، فقال في حديث خاصّ لموقع "نورنيوز" الإخباريّ "بحبون كتير، بشوف حالي فيون، ومكرّسلن كلّ وقتي"، معبّرًا بذلك عن محبّته اللّامتناهيّة لهم.

لكلّ مسنّ في هذا النّادي قصّته الخاصّة، فيأتون لتمضية الوقت وللتّرفيه عن المشاكل والصّعاب الّتي صادفتهم في الحياة.

ماري الأشقر مثلًا تحضر إلى النّادي لتُبدّد غيمة الأحزان الّتي تربعت على حياتها منذ أن فقدت 3 من أولادها، فالحسرة تمتلك قلبها وعيناها تغرورقان بالدّموع كلّ ما ذكرتهم، إلّا أنّها تتناسى آلامها وحزنها من خلال المُساعدة في التّحضير للغداء.

أمّا الزوجان ماغي وجرجس عبّود فأصبحا جزءًا لا يتجزأ من هذا النّادي، وعلى الرّغم من تقدّمهما في العمر ومن معاناتهما من قصر في النّظر، فما زالت الابتسامة لا تفارق وجهيهما، فـ"المجد لله"، هي العبارة الّتي لا ينفك العمّ جرجس يردّدها، ويطلب من الرّب دائمًا أن يُبارك هذه المؤسسة لأنّها "أمّ الفقير".

من جهتها، لوريس باسيل، البالغة من العمر 85 عامًا تحدّثت مع موقعنا قائلةً إنّها تأتي إلى النّادي منذ حوالى العام، وكلّ ما تقوم به إلى جانب لعب الورق هو تلاوة مسبحة الورديّة.

أصبح هذا النّادي بمثابة منزل المُسنين الثّاني، فهم يعيشون في أرجائه كعائلة واحدة متماسكة ويتشاركون معًا الأفراح والأحزان، وقد أمّن لهم الرّاحة والطمأنينة، وأدخل الفرحة إلى قلوبهم ورسم الابتسامة على وجوههم على الرّغم من معاناتهم.

من زوايا هذا النّادي، تصدح صلوات صادقة يبقى صداها مزروعًا فيه، صلوات مُسنين اختاروا أن يمضوا فيه آخر فصول حياتهم.